أسباب الانزلاق إلى الإدمان ودوافع التعافي.. دراسة تكشف تأثير البيئة والصحة والضغوط المعيشية على مسار المدمنين في مصر

أسباب الانزلاق إلى الإدمان ودوافع التعافي.. دراسة تكشف تأثير البيئة والصحة والضغوط المعيشية على مسار المدمنين في مصر

الفجر الطبي

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

يمثل فهم العوامل التي تقود الأفراد إلى تعاطي المواد المخدرة نقطة محورية في مواجهة الإدمان، كما يساعد تحديد الدوافع التي تُعيدهم إلى طريق العلاج على تصميم خطط فعّالة للتعافي. وفي إطار تحليل بيانات الخط الساخن لصندوق مكافحة وعلاج الإدمان 16023 خلال عام 2025، ظهرت مؤشرات واضحة حول الأسباب الأكثر شيوعًا لتعاطي المخدرات، والدوافع التي تدفع المرضى لطلب العلاج.

العوامل الدافعة للتعاطي

أظهرت البيانات أن تأثير أصدقاء السوء جاء في صدارة الأسباب التي تقود الشباب إلى التعاطي بنسبة 62%، وهو ما يعكس الدور الكبير للبيئة المحيطة ودوائر العلاقات في تشكيل السلوكيات. كما جاء حب الاستطلاع في المرتبة الثانية بنسبة 22%، خصوصًا لدى الفئات الصغيرة التي تتجه إلى التجربة بدافع الفضول دون إدراك لتبعاتها.
وتُظهر هذه النسب حجم التحدي المجتمعي، حيث يلعب غياب الوعي وارتباط الأفراد بمجموعات مضللة دورًا ملحوظًا في بدء رحلة الإدمان، فضلًا عن تزايد انتشار المواد الاصطناعية سريعة الإدمان مثل الاستروكس والشابو والكريستال ميث.

العوامل النفسية والاجتماعية

يرتبط التعاطي كذلك بعدة ضغوط نفسية ومجتمعية، منها مشكلات أسرية، وتوترات عاطفية، وضغوط العمل والدراسة، وكلها تمثل عوامل مساهمة في لجوء البعض للمخدرات كوسيلة للهرب المؤقت من الواقع.

العوامل الدافعة للعلاج

على الجانب الآخر، أظهرت نتائج الخط الساخن أن تدهور الصحة يأتي كأبرز دافع لطلب العلاج بنسبة 35%، حيث يدرك الكثيرون خطورة استمرار التعاطي بعد ظهور أعراض جسدية حادة أو مضاعفات تؤثر على حياتهم اليومية.
كما جاءت الظروف المادية في المرتبة الثانية بنسبة 25%، إذ يؤدي الإدمان إلى استنزاف الموارد المالية، مما يدفع البعض إلى السعي للعلاج بعد فقدان القدرة على شراء المواد المخدرة.
وتبرز كذلك الضغوط المهنية والخوف من فقدان العمل أو الوقوع تحت طائلة القانون كعوامل مؤثرة تدفع الكثيرين إلى المبادرة بالعلاج.

تأثير الأسرة في قرار العلاج

يلعب دعم الأسرة دورًا مهمًا في توجيه المدمن نحو التعافي، إذ يتقدم الكثير من المرضى عبر أسرهم، خاصة الأمهات والأشقاء، مما يعكس الدور الإيجابي للعلاقات الأسرية في إنقاذ المرضى وإعادتهم للطريق الصحيح.

أهمية التوعية والتدخل المبكر

تكشف هذه المؤشرات الحاجة لتكثيف التوعية بين الشباب وأسرهم حول مخاطر التجربة الأولى، إلى جانب تعزيز برامج الدعم النفسي والاجتماعي، والتدخل المبكر قبل تحول التعاطي إلى إدمان. كما تؤكد على أهمية حملات التوعية التي يقوم بها صندوق مكافحة الإدمان ودورها في رفع نسبة المقبلين على العلاج.


تبرز البيانات أن البيئة الاجتماعية والصحية والمهنية تلعب أدوارًا رئيسية في كل من التعاطي والعلاج، وأن مواجهة الإدمان تتطلب تضافر جهود الأسرة والمجتمع والمؤسسات العلاجية. وكلما زاد الوعي بهذه العوامل، أصبح الطريق إلى التعافي أقرب وأكثر فعالية.