حفتر يدعو إلى «حراك سلمي منظم» لحسم الأزمة الليبية… وتحركات سياسية تعيد خريطة المشهد إلى الواجهة

تقارير وحوارات

القائد العام للجيش
القائد العام للجيش الليبي خليفة حفتر - الفجر

 

 

أعاد المشير خليفة حفتر، القائد العام للجيش الوطني الليبي، تحريك المياه الراكدة في المشهد السياسي الليبي بعد إعلانه دعوة جديدة إلى “حراك شعبي سلمي منظم”، اعتبره مراقبون “أقوى وأوضح” إشاراته خلال الشهور الأخيرة نحو تغيير معادلة الصراع الداخلي.

الدعوة جاءت خلال لقاء موسع جمعه بشيوخ وحكماء مدينة الزنتان في بنغازي، بعد نحو أسبوع واحد فقط من لقاء مشابه مع أعيان ترهونة، ما يعكس – وفق محللين – أن حفتر يفتح بابًا لمظلة تحرك شعبي واسع، تحميه القوات المسلحة، ضد حالة الجمود السياسي.

 


حفتر: «موعد الحراك قد حان والشعب هو صاحب القرار»

قال المشير حفتر في كلمته إن “الصراع على السلطة والتمسك بالكراسي هو السبب الأساسي في تعطيل قيام الدولة”، مضيفًا أن الشعب هو الطرف الوحيد القادر على فرض الحل عبر حراك سلمي يحمي مطالبه.

وأكد أن الجيش “لن يتدخل في السياسة، لكنه سيحمي إرادة الشعب عندما يقرر الانتفاض ضد الفساد والانقسام”.

وتشير لغة الخطاب إلى محاولة إعادة توزيع الأوراق السياسية، في ظل انسداد الأفق بين مجلس النواب والمجلس الرئاسي، وفشل الوصول إلى إطار موحد للانتخابات.

 


خلفيات الدعوة: انسداد سياسي وصراع صلاحيات

تأتي دعوة حفتر وسط عدد من التطورات التي تزيد من تعقيد المشهد:

1. خلاف حاد بين البرلمان والمجلس الرئاسي

الصراع بين عقيلة صالح ومحمد المنفي حول اختصاص إنشاء المحكمة الدستورية وصل إلى مستوى عدّه مراقبون “صراعًا على الشرعية نفسها”، ما أدخل البلاد في دائرة نزاع قانوني جديد.

2. غياب توافق حول القوانين الانتخابية

رغم اجتماعات سابقة للجنة المشتركة (6+6)، لا تزال الخلافات حول آليات الترشح للرئاسة وتوزيع الدوائر الانتخابية دون حل.

3. ضغط شعبي متصاعد

وسط تدهور الخدمات وارتفاع الأسعار وتراجع الثقة في المؤسسات، يبرز غضب شعبي يراه البعض أرضية خصبة لدعوة حفتر.

 


ردود فعل أولية: دعم قبلي… وحذر سياسي

دعم واضح من أعيان الشرق والجنوب

مواقف شيوخ الزنتان وترهونة تعكس رغبة بعض المكونات الاجتماعية في تحرك يقود إلى “مرحلة حسم”.

حذر في الغرب الليبي

في المقابل، انقسمت المواقف في الغرب بين من يرى الدعوة “محاولة لتغيير قواعد اللعبة”، وبين آخرين يعتبرونها “ضغطًا مشروعًا في ظل فشل النخبة السياسية”.

 


محللون: حفتر يوجه رسالة مفادها أن الوقت ينفد

يرى خبراء أن حفتر يسعى من خلال هذه الدعوة إلى:

نقل كرة الحل إلى الشعب بدل السياسيين

إظهار أن المؤسسة العسكرية تمتلك القدرة على استقرار البلاد إذا توحدت الإرادة الشعبية

الضغط على الأطراف الرافضة للتوافق

خلق غطاء شعبي واسع قبل أي خطوة قادمة


ويؤكد مختصون أن تكرار الدعوة خلال فترة قصيرة “ليس صدفة”، بل يعكس سيناريو يعمل على تعبئة أرضية اجتماعية وسياسية للحراك.


 

توقعات المرحلة المقبلة

من المرجح – وفق مراقبين – أن تشهد الأسابيع المقبلة:

توسعًا في لقاءات حفتر مع القبائل والمكونات الاجتماعية

صدور بيانات تأييد للحراك من بعض البلديات والمجالس المحلية

صدامًا سياسيًا جديدًا حول صلاحيات البرلمان

ضغوطًا دولية لإعادة الأطراف إلى طاولة التفاوض

محاولة أممية لاستثمار موجة الحراك لفرض مسار انتخابي جديد

 

في النهاية دعوة المشير حفتر للحراك السلمي تمثل تحولًا مهمًا في خطاب المؤسسة العسكرية، ومحاولة لخلق قوة شعبية موازية لمؤسسات سياسية فشلت في حسم الملفات الأساسية.
ويبقى السؤال المطروح:هل يتحول الحراك إلى مسار فعلي قد يعيد تشكيل المشهد الليبي؟ أم يظل ورقة ضغط في زمن الانسداد السياسي؟