السودان بين نار الفاشر وصمت العالم.. تصعيدٌ يحاصر المدنيين ومشهد دولي مرتبك

تقارير وحوارات

السودان - الفجر
السودان - الفجر

 

 

ومع تصاعد المواقف الدولية، واستمرار المعارك، واتساع رقعة النزوح، يظل السودان غارقًا في أسوأ أزماته الحديثة، دون مؤشرات واضحة على توقف الحرب أو تراجع آثارها التي تضرب البلاد من دارفور وكردفان حتى الخرطوم.

 

تحرك قضائي دولي: طلب بسجن كوشيب مدى الحياة

بدأت التطورات من لاهاي، حيث تقدم الادعاء في المحكمة الجنائية الدولية بطلب الحكم بالسجن المؤبد على علي كوشيب بعد إدانته بـ27 تهمة تتعلق بجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في دارفور. خطوة رآها مراقبون جزءًا من ضغوط دولية متصاعدة لملاحقة المتورطين في الانتهاكات.

كارثة إنسانية تتسع.. ونزوح بعشرات الآلاف

المنظمة الدولية للهجرة حذّرت من أن الاحتياجات الإنسانية في السودان “هائلة ومتنامية”، مؤكدة أن البلاد تشهد موجات نزوح واسعة في دارفور وكردفان.
وحسب تقديراتها، فرّ 90 ألف شخص من الفاشر خلال أسبوعين ونصف، و50 ألفًا من كردفان، وسط روايات عن إطلاق نار على المدنيين واعتداءات جنسية وجثث متناثرة على الطرق.

تعقيدات سياسية في القاهرة: الخرطوم تشترط استبعاد الداعمين للدعم السريع

وفي القاهرة، أعلن سفير السودان لدى مصر، عماد عدوي، أن الخرطوم لن تقدّم ردًا نهائيًا على مقترحات “الرباعية” قبل الحصول على ضمانات باستبعاد أي دولة تقدم دعمًا لقوات الدعم السريع، معتبرًا أن وجود تلك الدول داخل المبادرة يعرقل انخراط السودان فيها.

تحركات ميدانية محتدمة وهجمات بطائرات مسيّرة

ميدانيًا، أعلنت الفرقة 19 مشاة بمروي إسقاط طائرات مسيّرة استهدفت مقر القيادة والمطار والسد. كما تعرض حقل هجليج النفطي لهجوم مسيّر أدى إلى استشهاد مهندس بالموقع.
وفي المقابل، نفّذ نسور الجو ضربات نوعية على متحرك تابع للدعم السريع في محور المثلث.

أوضاع مستقرة في الشرق.. وانقطاع للكهرباء في الشمال

في الشرق، أكدت إدارة ميناء الأمير عثمان دقنة بسواكن أن الأمطار لم تتسبب في أي خسائر للمخازن أو البضائع.
وفي الولاية الشمالية، أعلنت شركة الكهرباء انقطاعًا كاملًا للتيار في بعض المحليات بعد أضرار طالت أحد الخزانات ومحطة تحويل.

حملات أمنية على المخالفين وضوابط جديدة لدخول الأجانب

وفي الخرطوم، أعلنت لجنة الأمن القبض على أكثر من ألفي أجنبي مخالف. كما أصدرت إدارة الجوازات والهجرة ضوابط جديدة لدخول الأجانب عبر تأشيرات الزيارة والعمل، ضمن إجراءات أكثر تشددًا بدأ تطبيقها منذ مايو الماضي.

ملاحقة إعلاميين ونشطاء في “حملة مكافحة الدعاية الرقمية”

النيابة العامة أصدرت أوامر قبض طالت إعلاميين وناشطين بارزين بينهم تسابيح مبارك خاطر ورشا عوض وأحمد الضي، في إطار حملة حكومية قالت إنها تستهدف “التمويل الإعلامي المرتبط بالدعم السريع”.
وفي المقابل، أعلنت وزارة الصحة بولاية الخرطوم أن الولاية خالية من الكوليرا بنسبة إصابة ووفيات صفرية.

القوى المدنية ترحب بالتحركات الدولية لوقف الحرب

سياسيًا، اعتبر خالد عمر يوسف، القيادي في تحالف “صمود”، أن تصريحات وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو “مهمة”، مشيرًا إلى أنها أعادت التأكيد على مبادئ خارطة طريق “الرباعية”، خاصة وقف الحرب ومنع توريد السلاح لجميع الأطراف، وتهيئة هدنة إنسانية تفتح الباب لحل سياسي.

تحذيرات أمريكية متصاعدة في اجتماع وزراء خارجية السبع

وفي كندا، جدّد روبيو خلال اجتماع وزراء خارجية مجموعة السبع التحذير من استمرار الدعم الخارجي للدعم السريع، مؤكدًا أن لدى المليشيا “مساعدة تأتي من الخارج” يجب وقفها بسرعة لمنع تفاقم الكارثة.

مشاهد مروعة من دارفور.. والأمم المتحدة تتحدث عن حرب “وحشية”

دارفور كانت الأكثر قسوة، حيث وصف وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية، توم فليتشر، الوضع بأنه “وحشي وغير إنساني”، بعد جولة في الجنينة وزالنجي وشرق دارفور.
وأشار إلى إعدامات ميدانية جماعية، ومجاعة تضرب الإقليم، ونزوح لا يتوقف، مؤكدًا أن الأمم المتحدة يجب أن تكون “في صفوف المتضررين لا في الميناء”.

فولكر تورك: ما حدث في الفاشر وصمة عار على المجتمع الدولي

ومن جنيف، أكد المفوض السامي لحقوق الإنسان، فولكر تورك، أن فظائع الفاشر كانت “متوقعة وكان يمكن منعها”، مشيرًا إلى عمليات قتل جماعي وعنف جنسي واسع النطاق تلت سقوط المدينة بيد قوات الدعم السريع.

وحذّر من أن السودان يعيش “حربًا بالإنابة” للسيطرة على الموارد.

 

الخرطوم تدافع عن موقفها.. و460 قتيلًا داخل مستشفى الفاشر

 

مندوب السودان أمام مجلس حقوق الإنسان اتهم المجتمع الدولي بمساواة غير منصفة بين الجيش والدعم السريع، مشيرًا إلى أن الأخيرة نفذت مجزرة داخل مستشفى الفاشر أودت بحياة 460 مريضًا وطبيبًا.
ويناقش المجلس مشروع قرار لإرسال بعثة تقصٍّ للتحقيق في الجرائم وتحديد المسؤولين.