لماذا يُعدّ الجمعة يومًا استثنائيًا في حياة المسلمين؟

لماذا يُعدّ الجمعة يومًا استثنائيًا في حياة المسلمين؟.. يُعدّ يوم الجمعة من الأيام التي تحمل قدسية خاصة عند المسلمين، فهو اليوم الذي يرتبط بعبادات عظيمة ونفحات روحانية تتجدد مع كل أسبوع. يصفه العلماء بأنه “سيد الأيام”، وهو الوصف الذي يعكس ما يحمله هذا اليوم من فضل عظيم وأجر كبير لمن يحييه بالطاعات والأعمال الصالحة.

سبب تميز يوم الجمعة عند المسلمين

اختار الله يوم الجمعة ليكون يوم اجتماع المؤمنين، وجعله اليوم الذي وقعت فيه أحداث عظيمة في تاريخ البشرية. ففيه خُلق آدم عليه السلام، وفيه أُدخل الجنة، وفيه أُخرج منها، وفيه تقوم الساعة. لذا فإن هذا اليوم يحمل رمزية روحانية تربط بين بداية البشرية ونهايتها.

كما أن الجمعة تمثل مناسبة أسبوعية يتقرب فيها المسلم من الله عبر الذكر والقرآن والصلاة على النبي ﷺ. وتتميز كذلك بأنها يوم اجتماع أسري واجتماعي يلتقي فيه الناس في المساجد ويتشاركون وقتًا من العبادة والعلم والهدوء النفسي.

صلاة الجمعة وأثرها العظيم

تأتي صلاة الجمعة في مقدمة العبادات التي تميز هذا اليوم، فهي شعيرة تجمع المسلمين في وقت واحد ومكان واحد لسماع الخطبة، التي تُعد درسًا أسبوعيًا عامًا يتناول شؤون الدين والدنيا. ومن يحرص على صلاة الجمعة ويحسن أدائها، ينال ثوابًا عظيمًا؛ إذ ورد أن خطواته إلى المسجد تُكتب له حسنات مضاعفة.

وتعمل هذه الصلاة على تعزيز روح الوحدة والمساواة بين الناس؛ فالجميع يقفون صفًا واحدًا لا فرق بين غني وفقير، ولا صاحب منصب وبسيط، مما يعمّق معنى الأخوة الإسلامية.

ساعة الإجابة وفضل الدعاء

ومن أعظم ما يميز هذا اليوم “ساعة الإجابة”، وهي اللحظة التي يُستجاب فيها الدعاء بإذن الله. وأكثر الأقوال أنها تكون في آخر ساعة من النهار قبل الغروب، لذا يحرص المسلمون على الإكثار من الدعاء في هذا الوقت، لما فيه من خير وبركة وفرج.

سنن يوم الجمعة: قراءة الكهف والصدقة والذكر

يُندب للمسلم أن يكثر من العبادة في هذا اليوم، ومن أهم السنن قراءة سورة الكهف التي تنير للمؤمن ما بين الجمعتين، بالإضافة إلى التطيب والاغتسال ولبس أفضل الثياب. كما تستحب الصدقة في هذا اليوم، لما فيها من مضاعفة الأجر، إلى جانب الإكثار من الصلاة على النبي ﷺ.