الكنيسة القبطية تشدد على ضوابط الزواج: لا إكليل دون مشورة طبية وروحية
يُعدّ سر الزيجة أحد الأسرار المقدسة السبعة في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، إذ يرمز الإكليل الذي يضعه الكاهن على رأسي العروسين أثناء صلاة الإكليل إلى تتويج البتولية والطهارة التي حفظها الطرفان حتى يوم الزواج. ولا تُقام صلاة الإكليل إلا إذا كان العروسان بكرين، أو إذا كان أحدهما أرملًا والآخر بكرًا.
إجراءات الخطوبة والاشتراطات الكنسية
تؤكد الكنيسة القبطية الأرثوذكسية على ضرورة التروي في فترة الخطوبة، وتشجّع على إطالة مدة التعارف بين الطرفين قبل البدء في الإجراءات الرسمية.
ووفقًا لمصدر كنسي، تشترط الكنيسة حصول العروسين على دورة المشورة الأسرية بمعهد المشورة بالمعادي، وهي دورة معتمدة تهدف إلى إعداد المقبلين على الزواج من الناحية النفسية والاجتماعية والطبية.
تشمل الدورة محاضرات حول سيكولوجية الرجل والمرأة، وفنون الحوار الزوجي، ومبادئ شريعة الزواج الواحد، وأسس الحياة المشتركة، إلى جانب محاضرات طبية عن الفحص قبل الزواج، حيث يشارك فيها أطباء متخصصون في أمراض النساء والولادة، وأطباء نفسيون، وخبراء في العلاقات الأسرية.
بعد اجتياز الدورة، تُوجَّه العروسين لإجراء التحاليل الطبية والفحوص الشاملة، بما في ذلك السونار والكشف النفسي، للتأكد من خلوهما من الأمراض الجسدية أو النفسية. وفي حال اكتشاف أي مشكلات صحية، تُخطر الكنيسة الطرف الآخر رسميًا، ويُطلب منه التوقيع على إقرار بأنه على علم بالحالة الصحية للطرف المرتبط به، حرصًا على الشفافية وتفادي الخلافات المستقبلية.
شهادة خلو الموانع ومتابعة الاعتراف
من الشروط الأساسية لإتمام الخطوبة والزواج أيضًا تقديم شهادة خلو الموانع التي تفيد بأن كلًّا من الطرفين لم يسبق له الارتباط أو الزواج. وتشترط الكنيسة المتابعة الروحية المنتظمة مع أب الاعتراف لمدة لا تقل عن ستة أشهر، لضمان معرفة الكاهن بالشخصية الروحية والنفسية لكلٍّ من الخطيبين.
كما تُشدد الكنيسة على ضرورة توحيد الملة والمذهب بين الطرفين، وأن يكون السن القانوني للزواج 18 عامًا على الأقل، ولا يُسمح بخطبة فتاة دون 17 عامًا.
العدول عن الخطوبة
في حال عدم التوافق خلال فترة الخطوبة، تُتيح الكنيسة إجراء محضر رسمي بعنوان "العدول عن الخطوبة"، والذي يُعد بمثابة إنهاء للعلاقة بشكل قانوني وكنسي، ويحق بعدها لكل طرف الارتباط بشخص آخر.
إجراءات حجز الإكليل
قبل تحديد موعد الإكليل، تُلزم الكنيسة العروسين بتقديم شهادة المشورة، ومحضر الخطوبة، وشهادة الكشف الطبي، وصورة رسمية من المحضر الكنسي. كما يجب أن تكون المدة الفاصلة بين محضر الخطوبة وموعد الإكليل 40 يومًا على الأقل، قابلة للزيادة وفق ظروف كل حالة.
بهذه الإجراءات، تسعى الكنيسة القبطية إلى ضمان زواج ناجح ومستقر قائم على الفهم المتبادل والاستعداد النفسي والروحي، بعيدًا عن التسرع أو الارتباط غير المدروس الذي قد يؤدي لاحقًا إلى مشكلات زوجية أو طلبات طلاق.







