عادل حمودة يكشف كواليس لقائه مع أشرف مروان
كشف الكاتب الصحفي الكبير عادل حمودة، عن واقعة نادرة حدثت في رمضان عام 2004، كانت سببًا في إعادة اسم أشرف مروان إلى دائرة الجدل بين مصر وإسرائيل، بعد سنوات من الغموض حول دوره في واحدة من أكثر قضايا الجاسوسية تعقيدًا في التاريخ الحديث.
وأوضح «حمودة»، خلال لقائه مع الإعلامي عمرو حافظ في برنامج «كل الكلام» المذاع على قناة «الشمس»، أنه كان في البداية مقتنعًا تمامًا بأن أشرف مروان كان جاسوسًا كاملًا لإسرائيل، قبل أن تتشعب الروايات وتتعدد التفسيرات لاحقًا بين من اعتبره بطلًا قوميًا ومن وصفه بـ«العميل المزدوج».
البداية من «تيكر» خبر في رمضان 2004
يروي عادل حمودة أن القصة بدأت حين كان يشغل منصب رئيس تحرير جريدة «صوت الأمة»، عندما ورد على «التيكر» خبر مقتضب عن صدور كتاب جديد في بريطانيا يحمل عنوان «تاريخ إسرائيل»، ألفه مؤرخ بريطاني يهودي، وتضمّن إشارات غامضة إلى جاسوس مصري سري أطلقت عليه المخابرات الإسرائيلية اسم «العريس» أو «الصهر».
وأضاف أن أوصاف الجاسوس التي وردت في الكتاب تطابقت تمامًا مع شخصية أشرف مروان، زوج منى عبدالناصر ابنة الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، ومدير مكتب الرئيس الراحل أنور السادات، رغم أن المؤرخ لم يذكر اسمه صراحة في الكتاب.
«هو أنت شفت الكتاب؟».. رد مروان المستفز
ويحكي حمودة تفاصيل اتصاله المباشر بأشرف مروان بعد انتشار الخبر، قائلًا:«قررت الاتصال بمروان مباشرة، وكنت أعرفه من لقاء سابق. وعندما سألته عن الكتاب رد عليّ بغطرسة شديدة قائلًا: هو أنت شفت الكتاب؟، فقلت له لأ، فقال لي: طب شوفه وبعدين نتكلم».
وأشار حمودة إلى أن هذا الرد الاستفزازي أثار داخله عناد الصحفي الحقيقي الذي لا يهدأ حتى يصل إلى الحقيقة، مضيفًا أنه لم يتردد لحظة في بدء رحلة البحث عن الكتاب.
يتابع حمودة قائلًا:«استعنت بالصحفي حسام السكري وزوجته خلود الجمل، وهما يعملان في الإعلام البريطاني والمصري، وطلبت منهما إحضار الكتاب وتصويره وإرساله عبر الفاكس».
وأضاف:«في أقل من ساعة، كان الكتاب عندي باللغة الإنجليزية، وبحلول الساعة الثامنة مساءً كان هناك ثلاثة مترجمين متخصصين يعملون على ترجمته إلى العربية».
وأوضح أن هذه الواقعة تعكس ما وصفه بـ«عناد الصحفي في البحث عن الحقيقة»، مؤكدًا أن تلك الليلة كانت نقطة انطلاق لأحد أهم الملفات الصحفية في مسيرته المهنية، والتي فجّرت نقاشًا لا يزال مستمرًا حتى اليوم حول حقيقة دور أشرف مروان.
جدل لا ينتهي حول شخصية أشرف مروان
منذ نشر تلك المعلومات في الصحافة البريطانية ثم المصرية، تحول أشرف مروان إلى أيقونة جدل استخباراتي، إذ يرى البعض أنه بطلًا قوميًا مصريًا خدع إسرائيل بمعلومات مضللة قبيل حرب أكتوبر 1973، فيما يعتبره آخرون عميلًا مزدوجًا قدّم معلومات حقيقية لتل أبيب.
وقد زاد الغموض بعد وفاة مروان الغامضة في لندن عام 2007، حين سقط من شرفة منزله في حادث لم يُحسم سببه حتى اليوم، ما جعل قضيته تظل مفتوحة على كل الاحتمالات بين البطولة والخيانة.
