تهديدات ليوتيوبر أمريكي قبل نشر وثائقي عن مهرجان هندي شهير
أعلن اليوتيوبر الأمريكي تايلر أوليفيرا، يوم الجمعة، قراره بعدم نشر الفيلم الوثائقي الذي صوّره عن مشاركته في مهرجان «جوريهابا» في الهند، وذلك بعد تلقيه تهديدات واسعة من مستخدمين هنود عبر منصات التواصل الاجتماعي.
ويُعرف أوليفيرا بأسلوبه الاستكشافي الفريد، إذ يحمل كاميرته الصغيرة وميكروفونه بحثًا عن قصص غريبة وثقافات مدهشة من مختلف أنحاء العالم، معتبرًا أن كل عادة محلية أو مهرجان شعبي يمثل فرصة للترفيه والمعرفة في آنٍ واحد.
مغامرة غير متوقعة في مهرجان روث البقر المقدس
في مغامرته الجديدة، قرر اليوتيوبر الأمريكي السفر إلى الهند لتوثيق أحداث مهرجان جوريهابا، الذي يُقام عقب احتفالات ديوالي، حيث يجتمع السكان في مشهد فريد لرمي روث البقر على بعضهم البعض وسط أجواء من البهجة والضحك.
ويعتبر المشاركون في المهرجان أن روث البقر مادة مقدسة، إذ يُعتقد وفق الموروثات الشعبية المحلية أنه يعزز المناعة، ويطهر الذنوب، ويمحو الخطايا، باعتبار أن كل ما يخرج من البقرة هو «هدية مقدسة».
مشاهد صادمة داخل المهرجان
وصل تايلر أوليفيرا إلى إحدى القرى الهندية مرتديًا نظارات واقية وسترة بيضاء نظيفة، وهو يحمل كاميرته محاطًا بالألوان الزاهية والأعلام المرفرفة وصور المعابد التي تزين المكان، في مشهد احتفالي صاخب غلبت عليه أصوات الغناء والضحك.
وبينما بدأ المهرجان، تحولت الأجواء سريعًا إلى فوضى عارمة، إذ بدأت كرات الروث الجافة تتطاير في الهواء ناشرة رائحة نفاذة امتزجت برطوبة الأرض وروائح الحيوانات.
اندمج أوليفيرا في التجربة بحماس، فألقى كرة هنا وتلقى أخرى مباشرة في وجهه هناك، قبل أن يصرخ مذهولًا:«يا إلهي، هذا كثير من البراز!»
وقال لاحقًا إنه حاول التفاعل مع المحتفلين الذين كانوا يبتسمون له ويحثونه على المشاركة باعتقادهم أنه سيخرج من التجربة «أنقى وأقوى»، في حين كان يحاول مقاومة الغثيان بسبب الرائحة الكريهة التي غمرت المكان.
تحليل طبي بعد العودة إلى الولايات المتحدة
بعد انتهاء المهرجان، عاد أوليفيرا إلى الولايات المتحدة حاملًا مئات اللقطات المصورة التي كان يعتزم نشرها في فيلم وثائقي على قناته التي يتابعها الملايين حول العالم.
إلا أن الحماس سرعان ما تبدد بعد أن بدأ يتلقى تهديدات وتعليقات عدائية من مستخدمين هنود اتهموه بـ«السخرية من المعتقدات المحلية» و«إهانة الثقافة الهندية».
وأشار اليوتيوبر الأمريكي إلى أنه خضع لتحاليل طبية شاملة فور عودته بلغت تكلفتها نحو 5000 دولار، للتأكد من سلامته بعد المشاركة في المهرجان، مؤكدًا أنه لم يتعرض لأي عدوى أو مشاكل صحية.
في ختام بيانه، أوضح تايلر أوليفيرا أنه قرر عدم نشر الوثائقي احترامًا لمشاعر الهنود ولتفادي إثارة مزيد من الجدل، مؤكدًا أنه تعلم من التجربة أهمية التعامل مع الموروثات الثقافية بحساسية أكبر، خصوصًا في المجتمعات التي تمنح طابعًا روحانيًا لعاداتها التقليدية.
