تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على الصحة النفسية للشباب

منوعات

بوابة الفجر

تُعد وسائل التواصل الاجتماعي جزءًا لا يتجزأ من حياة الشباب في العصر الحديث، إذ أصبحت المنصات مثل فيسبوك وإنستغرام وتيك توك وإكس (تويتر سابقًا) مساحات للتفاعل والتعبير عن الذات ومتابعة الأخبار والترفيه.

ورغم ما تقدمه من فوائد كبيرة، إلا أن الإفراط في استخدامها أصبح يشكل خطرًا متزايدًا على الصحة النفسية والعلاقات الاجتماعية والحياة الواقعية.

 الإيجابيات: نافذة على العالم

وسائل التواصل الاجتماعي تتيح للشباب فرصًا للتعلم والتواصل مع ثقافات مختلفة، كما تعزز الإبداع من خلال مشاركة الأفكار والمواهب.

 كما تُستخدم المنصات الرقمية في نشر الوعي حول قضايا مهمة مثل الصحة النفسية والبيئة والمواطنة الرقمية.

تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على الصحة النفسية للشباب
تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على الصحة النفسية للشباب

 السلبيات: الوجه المظلم للسوشيال ميديا

رغم مزاياها، فإن الاستخدام المفرط لوسائل التواصل الاجتماعي ارتبط بعدة مشاكل نفسية، أبرزها:

  1. المقارنة المستمرة: كثير من الشباب يقعون في فخ مقارنة حياتهم بحياة الآخرين المثالية التي تُعرض عبر الصور والفيديوهات، مما يسبب الإحباط وانخفاض تقدير الذات.
  2. العزلة الاجتماعية: الانغماس في العالم الافتراضي يؤدي إلى تراجع التفاعل الواقعي مع الأصدقاء والعائلة.
  3. اضطرابات النوم: تصفح الهاتف قبل النوم يقلل من جودة النوم بسبب الضوء الأزرق وتأثيره على هرمون الميلاتونين.
  4. القلق والاكتئاب: الدراسات تشير إلى أن الاستخدام المفرط للسوشيال ميديا مرتبط بزيادة معدلات الاكتئاب والقلق بين المراهقين.
  5. الإدمان الرقمي: يشعر بعض المستخدمين برغبة قهرية في متابعة الإشعارات والمنشورات، ما يؤثر على إنتاجيتهم وحياتهم اليومية.

 كيف نحافظ على توازننا النفسي؟

  • تحديد وقت الاستخدام اليومي: يُنصح بعدم تجاوز ساعتين يوميًا.
  • إلغاء متابعة الحسابات السلبية: التي تثير المقارنة أو تقلل الثقة بالنفس.
  • ممارسة أنشطة واقعية: مثل الرياضة، القراءة، أو قضاء وقت مع العائلة.
  • النوم المبكر وترك الهاتف بعيدًا عن السرير.
  • التفاعل الواعي: شارك في محتوى إيجابي وهادف بدلًا من التصفح السلبي.

 وسائل التواصل ودورها في نشر الوعي النفسي

من ناحية أخرى، يمكن أن تكون السوشيال ميديا أداة قوية لنشر الوعي بالصحة النفسية إذا استُخدمت بشكل إيجابي، من خلال متابعة حسابات الأطباء والمتخصصين، والانضمام إلى المجتمعات الداعمة التي تشجع على العلاج النفسي والحديث عن المشاعر دون خجل.

تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على الصحة النفسية يشبه السيف ذو الحدين؛ فهي وسيلة للتواصل والتعبير، لكنها قد تصبح مصدرًا للضغط النفسي إذا لم نستخدمها بوعي. الحل ليس في الابتعاد عنها، بل في تعلم كيفية إدارتها بحكمة، لتحقيق التوازن بين العالم الواقعي والافتراضي.