السفارة السودانية بالقاهرة تطلق مؤتمرًا صحفيًا حول انتهاكات الدعم السريع بالفاشر.. وعدوي يطالب بحظر تسليح المليشيا ومحاسبة قادتها

تقارير وحوارات

السفير السوداني بالقاهرة
السفير السوداني بالقاهرة - الفجر

 

في خطوة دبلوماسية تهدف إلى تسليط الضوء على الكارثة الإنسانية التي تعيشها مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور، نظمت السفارة السودانية بجمهورية مصر العربية اليوم السبت مؤتمرًا صحفيًا موسعًا بمنزل السفير الفريق أول ركن مهندس عماد الدين مصطفى عدوي في حي المعادي بالقاهرة، بمشاركة ممثلين عن القنوات التلفزيونية المصرية والعربية والدولية.

 


دعوة للحظر والتحرك الدولي

استهل السفير عماد الدين عدوي كلمته بدعوة صريحة إلى فرض حظر شامل على تسليح مليشيا الدعم السريع المتمردة، ومنع وصول أي دعم عسكري أو مالي لها، مشددًا على أن المجتمع الدولي يتحمل مسؤولية أخلاقية وإنسانية تجاه المدنيين في دارفور.

وقال عدوي إن “السكوت الدولي عن الجرائم المرتكبة في الفاشر تواطؤ غير مباشر”، موضحًا أن ما يجري في المدينة يتجاوز المواجهات العسكرية إلى جرائم ضد الإنسانية وإبادة جماعية منظمة، تستوجب تحركًا دوليًا عاجلًا وليس مجرد بيانات تنديد.


أرقام صادمة من الميدان

كشف السفير عن نزوح أكثر من 28 ألف شخص من مدينة الفاشر خلال الساعات الأولى من الهجوم الذي شنته المليشيا في 26 أكتوبر الماضي، مشيرًا إلى أن معظمهم لجأوا إلى مدينة طويلة وسط أوضاع إنسانية مأساوية.

وأضاف أن نحو ألف نازح يعانون أوضاعًا صحية متدهورة، بينهم 750 طفلًا مصابًا بسوء تغذية حاد، فيما يحتاج 465 آخرون إلى تدخلات طبية عاجلة.

وأشار عدوي إلى أن التقارير الميدانية وثّقت إعدام أكثر من 2700 مدني حتى 28 أكتوبر الماضي، بينما أعلنت منظمة الصحة العالمية عن مقتل نحو 500 مريض ومرافق داخل المستشفى السعودي بالفاشر عقب اقتحامه من قبل عناصر المليشيا.

 


لا تفاوض مع الإرهاب

أكد السفير أن حكومة السودان لن تتفاوض مع مليشيا الدعم السريع تحت أي ظرف، واصفًا إياها بأنها “تنظيم إرهابي يمارس القتل الممنهج والتجويع القسري ضد المدنيين”.

وأوضح أن سقوط الفاشر يمثل نقطة تحول مأساوية، إذ ظلت المدينة محاصرة لأكثر من 18 شهرًا وسط انقطاع كامل للمساعدات، متهمًا المجتمع الدولي بالتقاعس عن حماية المدنيين رغم وضوح حجم المأساة التي تمتد إلى ولايات الخرطوم والجزيرة وسنار والنيل الأبيض.


دعوة لمحاسبة المجرمين

طالب السفير عماد الدين عدوي بضرورة اعتبار مليشيا الدعم السريع منظمة إرهابية، وملاحقة قادتها وداعميها عبر تحقيق دولي مستقل تحت إشراف الأمم المتحدة ومحكمة العدل الدولية، مؤكدًا أن العدالة هي السبيل الوحيد لوقف الجرائم المتكررة ضد الشعب السوداني.


الإعلام صوت الحقيقة

ثمّن السفير دور وسائل الإعلام في كشف جرائم المليشيا وإيصال الحقيقة إلى العالم، داعيًا الصحفيين إلى مواصلة جهودهم المهنية في فضح الانتهاكات وتوثيقها بدقة وشجاعة.


أين الجامعة العربية؟

وفي رده على سؤال حول موقف جامعة الدول العربية، أوضح السفير أن الأمانة العامة للجامعة “تؤكد دعمها لوحدة السودان وأمنه واستقراره”، مشيرًا إلى أن الأمين العام يقف موقفًا مبدئيًا مع الشرعية الدستورية في الخرطوم، إلا أن بعض الدول داخل الجامعة تمارس ضغوطًا تحول دون صدور بيان عربي موحد يدين جرائم المليشيا.

 

واختتم عدوي المؤتمر بتأكيد أن السودان سيواصل صموده في وجه الإرهاب المسلح، وأن الجيش ماضٍ في حماية وحدة الدولة ومؤسساتها، قائلًا: “لن نساوم على سيادة السودان، ولن نسمح بوجود أي كيان موازٍ للدولة. المعركة الآن هي معركة وعي وصمود، وسننتصر بها كما انتصرنا في معارك سابقة من تاريخ وطننا.”