السفارة السودانية بالقاهرة تطلق مؤتمرًا صحفيًا حول انتهاكات الدعم السريع بالفاشر.. والسفير عماد الدين عدوي لـ "الفجر": مصر شريك استراتيجي وصوتها صادق تجاه السودان
أطلقت السفارة السودانية بجمهورية مصر العربية اليوم مؤتمرًا صحفيًا موسعًا بمقرها في القاهرة، بمشاركة عدد من القنوات التلفزيونية المصرية والعربية والأجنبية، لتسليط الضوء على الانتهاكات الواسعة التي ترتكبها مليشيا الدعم السريع المتمردة، واستعراض الأوضاع الإنسانية المتدهورة في مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور.
وخلال المؤتمر، قدم السفير الفريق الركن عماد الدين مصطفى عدوي، سفير السودان بالقاهرة، عرضًا تفصيليًا للتقارير الميدانية وشهادات الجهات الحقوقية والإنسانية التي وثقت جرائم المليشيا بحق المدنيين، مشددًا على أن ما يجري في الفاشر يمثل كارثة إنسانية تتطلب موقفًا دوليًا واضحًا.
وأوضح السفير عدوي أن محاولات مليشيا الدعم السريع المتمردة لتكذيب الفيديوهات الموثقة لانتهاكاتها بحق المدنيين لن تنطلي على أحد، مؤكدًا أن تلك المقاطع صادرة من مصادر ميدانية وشهود عيان ومنظمات إنسانية موثوقة، وأنها "تكشف بوضوح حجم الجرائم التي ارتكبتها المليشيا في الفاشر وعدد من ولايات السودان".
وأضاف في تصريحاته لـ "الفجر"، أن تشكيك المليشيا في الجهود الحكومية والإنسانية يهدف فقط إلى التغطية على جرائمها وإرباك المشهد الإعلامي، مشيرًا إلى أن الحكومة السودانية تعمل بمسؤولية وشفافية لإيصال المساعدات وتثبيت الأمن رغم التحديات الميدانية الصعبة.
وفي رده على سؤال حول الموقف المصري، شدد السفير عدوي على أن مصر تدرك تمامًا حقيقة ما يجري في السودان بحكم القرب الجغرافي والروابط التاريخية بين الشعبين، مؤكدًا أن الأمن القومي السوداني والمصري واحد لا يتجزأ.
وقال السفير: "نحن نثق في مصر ثقة كاملة، ومهما كانت الظروف فمصر موجودة، ونحن نضمن أن موقفها تجاه السودان صادق وواضح. مصر دولة محبة للسودان، وتدرك المخاطر المحيطة بالمنطقة، وتعمل دائمًا على حماية المؤسسات الوطنية وعدم السماح بوجود أي كيان موازٍ للدولة."
وكشف السفير عن أن مصر أرسلت مؤخرًا قافلة طبية وإنسانية ضخمة تضم نحو 150 طنًا من الألبان والأدوية مقدمة من وزارة الصحة المصرية، وذلك تعبيرًا عن تضامن الشعب المصري مع أشقائه في السودان، في إطار العلاقات الأخوية الراسخة بين البلدين.
واختتم السفير الفريق الركن عماد الدين مصطفى عدوي تصريحاته بالتأكيد على أن أكبر مصلحة للشعب السوداني هي الحفاظ على الأمن والاستقرار والمؤسسات الحكومية الوطنية، مشددًا على أن "السودان سيظل صامدًا بجيشه وشعبه، ومصر كانت وستظل شريكًا أساسيًا في هذا الصمود المشترك."