الرئيس عبدالفتاح السيسي يشهد افتتاح المتحف المصري الكبير
بعد قليل: الرئيس عبدالفتاح السيسي يشهد افتتاح المتحف المصري الكبير.. أكبر صرح حضاري في تاريخ الإنسانية
يشهد الرئيس عبدالفتاح السيسي بعد قليل حدثًا استثنائيًا في تاريخ الثقافة والحضارة الإنسانية، حيث يفتتح رسميًا المتحف المصري الكبير، الذي يعد الأكبر في العالم المخصص لحضارة واحدة.
ويُعد هذا الافتتاح تتويجًا لمسيرة طويلة من العمل الدؤوب الذي استمر لأكثر من عقدين، ليصبح المتحف شاهدًا على عظمة الحضارة المصرية التي أبهرت الإنسانية منذ فجر التاريخ وحتى يومنا هذا.
ويأتي هذا الافتتاح وسط اهتمام عالمي غير مسبوق، حيث يُشارك في الحفل 79 وفدًا رسميًا من مختلف دول العالم، بينهم 39 وفدًا يرأسهم ملوك وأمراء ورؤساء دول وحكومات، ما يعكس المكانة المرموقة لمصر كقلب نابض للحضارة والثقافة في العالم.
https://www.youtube.com/live/PkMEz8pUs-w?si=vvLW-BnDjAuAdftk
حدث عالمي يعكس مكانة مصر الحضارية
أكد المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية أن التمثيل الدولي غير المسبوق في افتتاح المتحف المصري الكبير، يجسد اهتمام المجتمع الدولي العميق بالحضارة المصرية العريقة، ويعكس في الوقت ذاته رؤية الدولة المصرية في الجمع بين عراقة الماضي وإبداع الحاضر وازدهار المستقبل.
كما يبرهن هذا الحضور الكبير على المكانة الفريدة لمصر كـ "جسر حضاري" يربط بين شعوب العالم المحبة للثقافة والسلام، ويؤكد دورها المتفرد في نشر قيم التفاهم الإنساني والتعايش بين الحضارات.
موقع استراتيجي ومساحة تفوق أعظم المتاحف العالمية
يقع المتحف المصري الكبير عند هضبة الأهرامات بمحافظة الجيزة، في موقع يجمع بين العراقة التاريخية والموقع الجغرافي الفريد، ويمتد على مساحة ضخمة تبلغ 500 ألف متر مربع، أي ما يعادل ضعف مساحة متحف اللوفر الفرنسي، ومرتين ونصف مساحة المتحف البريطاني.
وقد خُصص من هذه المساحة 167 ألف متر مربع للمباني، بينما تُشكل الحدائق والساحات التجارية والمناطق الخدمية باقي المساحة، لتوفر بيئة متكاملة تمزج بين الفن والتراث والطبيعة.
كنوز أثرية تمتد عبر سبعة آلاف عام
يضم المتحف المصري الكبير أكثر من 100 ألف قطعة أثرية تمثل سبعة آلاف عام من التاريخ المصري — من عصور ما قبل الأسرات مرورًا بالحضارة الفرعونية، وحتى العصرين اليوناني والروماني.
ومن بين هذه الكنوز التاريخية، هناك نحو 20 ألف قطعة تُعرض لأول مرة أمام الجمهور، لتمنح الزائرين تجربة فريدة تُعيد إحياء ملامح الحضارة المصرية بأدق تفاصيلها.
تصميم معماري مهيب يوازي عظمة الأهرامات
يتميز المتحف بتصميم هندسي مستوحى من شكل المثلث، يتجه نحو هرمي خوفو ومنقرع، في تناغم بصري مذهل بين عبقرية التصميم المعاصر وجلال الماضي الفرعوني.
تغطي واجهته ألواح من الحجر الجيري الشفاف والألباستر المصري، لتمنح المبنى إطلالة مضيئة تشبه إشراقة الشمس على الأهرامات.
ويتوسط البهو الرئيسي تمثال ضخم للملك رمسيس الثاني يبلغ ارتفاعه نحو 12 مترًا ووزنه 83 طنًا، نُحت قبل أكثر من 3،200 عام.
المسلة المعلقة والدرج الكبير.. تحف معمارية فريدة
يتضمن المتحف عدة عناصر معمارية فريدة أبرزها:
- المسلة المعلقة بمساحة 27 ألف متر مربع.
- الدرج الكبير الذي يمتد على مساحة 6،000 متر مربع، ويعرض على جانبيه مجموعة من أروع القطع الأثرية الضخمة.
- قاعات العرض الدائمة التي تمتد على مساحة 18 ألف متر مربع، وتضم مجموعة نادرة من المقتنيات الملكية.
- قاعة مراكب الشمس بمساحة 1،400 متر مربع، وتضم سفينتي خوفو المعاد تجميعهما في مشهد مهيب يوثق عظمة الفراعنة في فنون الملاحة والعمارة.
مركز ترميم هو الأكبر في الشرق الأوسط
يضم المتحف مركز الترميم الأكبر في الشرق الأوسط، الذي يمتد على مساحة 12،300 متر مربع ويقع على عمق 10 أمتار تحت الأرض، ويُعد من أحدث مراكز صيانة وحفظ الآثار في العالم.
كما يحتوي المتحف على مخازن أثرية تمتد على مساحة 3،400 متر مربع، وتستوعب ما يقرب من 50 ألف قطعة أثرية، بما يضمن الحفاظ على التراث المصري وفق أعلى المعايير الدولية.
مصر حين تتحدث الحضارة
يأتي افتتاح المتحف المصري الكبير ليُجسد رؤية مصر الحديثة التي تجمع بين الهوية الوطنية والتطور العالمي، ويؤكد أن الحضارة المصرية لم تكن يومًا من الماضي، بل ما زالت تلهم العالم في الحاضر والمستقبل.
إنها لحظة تاريخية تعيد إلى مصر مكانتها التي تستحقها كـ "مهد الحضارات" ومصدر الإشعاع الثقافي في العالم كله.