ياسين الخطيب يكتب: من زمان الستر.. لترند الفضائح

مقالات الرأي

ياسين الخطيب يكتب:
ياسين الخطيب يكتب: من زمان الستر.. لترند الفضائح

مش من عادتي اني أتكلم عن حاجة، وانشر عليها راي لئن دايما بكون مقتنع ان كل واحد يعمل إلى هوا عاوزة بطريقتة بس المهم إنه ميجيش ضرر على أي شخص أخر، يمكن الموضوع صعب ومحرج شوية بس ان الواحد يسكت علية دا الخطر في حد ذاته،  الفنانين والقوي الناعمة في مصر هما القدوة المجتمعية، وهما برضو اللِّي معاهم فلوس بالملاين في المجتمع من طبيعة شغلهم من أغاني وحفلات وكل حاجة، وهما برضو إلى بيعملو الفن عشان ينبسط  الناس، لكن دلوقدي  وفي الأيام السودة إلى بقينا عايشين فيها الذوق الفني اختلف وطبعا اتعلمت من الإعلام والصحافة إنِّي أتكلم عن البعض وليس الكل لعدم اتّهام الفن بشكل عام لئن في ناس كتير أوي محترمين ومخلصين في المهن دي.

لكن بيطلع عينا بعض الشخصيات بنتوِهم بيهم وبحجم نجاحهم ودا طبعًا بفضل ربنا عليهم وستره عليهم ولحد لما رصيتهم من الستر بيخلص نتفاجأ بقا  لهزة أخلاقية كبيرة..  فضائح.. تسريبات.. علاقات سرّية.. جوازات عُرفي تحت الترابيزة، وفيديوهات بتنتشر على السوشيال ميديا زيّ النَّار في الهشيم بنشوف أسماء كانت بتتقدم كقدوة لبنات واولاد مجتمعنا ومرة واحد يتحولوا فجأة لعناوين في صفحات الفضائح  وده مش بس بيهز صورة الفن كده بيهز الثقة في كل حاجة حلوة كنا بنصدقها.

لحد ما بقيت اسأل نفسي هل دا تمن الشهرة والنجومية  هل دا هُوّا النجاح؟

الموضوع مش مجرد تسريب ولا خطأ شخصي دي أزمة أخلاقية بتهدد شكل المجتمع وتوازن الشباب

واحنا لازم نقف ونفكر.. إزاي نحمي البنات من الانبهار الزايف؟ 
إزّاي نعلمهم يفرقوا بين الموهبة الحقيقية وبين الشهرة الفارغة؟
إزّاي نرجع للفن المصري قيمته ونخليه مرآة للمجتمع مش وصمة عليه؟

دا كمان غير الشباب الجميل إلى كل همة إنه يشوف فضيحة الفنان أو الشخصية العامة وصحف ومواقع تتكلم بجد بقى لازم نسأل نفسنا: إحنا رايحين على فين؟

بقت حياتنا كلها كاميرا و"سكرين شوت" و"شير".

أي حد يغلط أو حتى يشكّوا فيه، الناس تجري تدّور.. مش على الحقيقة، لا على الفضيحة
بقى عندنا شغف غريب إننا نشوف الناس وهي بتقع، كأن الفضيحة بقت فرجة، والتشهير بقى تسلية.

زمان، لما حد يغلط، كانوا الناس الكبار يقولوا استروا عليه

دلوقتي، الناس بتقول "هات الفيديو بسرعة"

بقى في سباق على الفضيحة، كأننا بنشمَت في بعض، وننسى إن كل واحد ممكن يتعرّض لنفس الموقف في لحظة.

إحنا محتاجين نراجع نفسنا… فين قيم الستر؟ فين الاحترام؟ فين الرحمة اللي كانت في قلوبنا؟

بقى اللي بيغلط بيتحاكم على السوشيال ميديا قبل ما يتكلم، واللي بيستر بيتقال عليه "متخلف"

المجتمع مش بيتقاس بعدد اللّايكات ولَّا الترندات، بيتقاس بقد إيه لسه فينا إنسانية؟

ولو فضلنا نجري ورا فضائح الناس، هنصحى يوم نلاقي نفسنا عايشين في غابة، مفيهاش لا ستر ولا ضمير.

أسئلة كتير محتاج لإجابة صريحة وواضحة متي يستقيم المجتمع والأخلاق والذوق العام.