المرأة في بيوت الله... فضل ذهاب النساء للمساجد يوم الجمعة

مع إشراقة صباح اليوم الجمعة 31 أكتوبر 2025، تتجدد في قلوب المسلمين مشاعر الإيمان والسكينة، حيث يجتمع الرجال والنساء في رحاب بيوت الله لأداء شعائر هذا اليوم المبارك، الذي اختصّه الله بفضائل عظيمة ومواسم رحمة ومغفرة. وتأتي مشاركة النساء في صلاة الجمعة داخل المساجد كصورة مشرقة من صور الوعي الديني، تعكس روح الالتزام والإقبال على العبادة في أبهى معانيها.

فقد أباح الإسلام للمرأة حضور المساجد وأداء الصلوات فيها، وجعل ذلك وسيلةً لزيادة الإيمان والتقوى، شريطة الالتزام بالآداب الشرعية. قال النبي ﷺ:

"لا تمنعوا إماء الله مساجد الله، وبيوتهن خير لهن" (رواه أبو داود).

وهذا الحديث يوضح أن حضور النساء للمساجد أمرٌ جائزٌ ومشروع، لا سيما في المناسبات الدينية العظيمة كيوم الجمعة، لما فيه من تذكيرٍ وتدبرٍ وسماعٍ للمواعظ والخطب التي تهدي إلى الحق وتعين على الطاعة.

وفي محافظة أسوان، شهدت عدد من المساجد الكبرى، مثل مسجد الطابية ومسجد بدر ومسجد النصر، منذ الساعات الأولى من صباح اليوم، توافد أعداد من النساء لأداء صلاة الجمعة في أجواء روحانية مفعمة بالسكينة والخشوع، وسط التزام كامل بالضوابط التي وضعتها وزارة الأوقاف لضمان الراحة والتنظيم داخل بيوت الله.

وأكد عدد من الواعظات المشاركات في خطب اليوم أن ذهاب المرأة إلى المسجد يوم الجمعة يحمل دلالات تربوية وإيمانية عميقة، منها غرس روح المشاركة الدينية، والاستماع للخطبة التي تُعدّ منابر للتوجيه والإصلاح، إضافةً إلى أن حضور النساء يُعزز القيم الأسرية ويعمّق الوعي الديني في المجتمع.

كما شدّدت وزارة الأوقاف في بياناتها على أن حضور النساء لصلاة الجمعة متروكٌ لاختيارهن، دون إلزام، مع التأكيد على الالتزام بالحشمة والهدوء والابتعاد عن الزينة والروائح الطيبة عند الخروج للمسجد، اقتداءً بتعاليم النبي ﷺ.

ويرى علماء الدين أن تواجد النساء في المساجد يوم الجمعة يضفي بُعدًا روحانيًا وجماليًا على العبادة الجماعية، ويجسد تكامل الأدوار بين الرجال والنساء في بناء مجتمع مؤمن متماسك.

وفي ختام اليوم المبارك، يبقى فضل ذهاب النساء إلى المساجد لأداء صلاة الجمعة مظهرًا من مظاهر الإيمان الصادق، ودليلًا على حب الطاعة، وحرصًا على اغتنام نفحات يومٍ عظيمٍ قال عنه رسول الله ﷺ:

“خير يوم طلعت عليه الشمس يوم الجمعة..."رواه مسلم"