بعد القبض عليه.. من هو إدريس أبو لولو؟
في تطور لافت للأحداث الميدانية في إقليم دارفور، أعلنت مليشيا الدعم السريع اليوم الخميس إلقاء القبض على المتهم إدريس أبو لولو، أحد أبرز المطلوبين في قضايا الانتهاكات الإنسانية التي شهدتها مدينة الفاشر خلال الأشهر الماضية، تمهيدًا لتقديمه للمحاكمة أمام الجهات المختصة.
اعتقال يثير الجدل
أكدت مليشيا الدعم السريع في بيان رسمي أن عملية القبض على أبو لولو تأتي في إطار “التزامها بمحاسبة كل من يثبت تورطه في تجاوزات أو انتهاكات ضد المدنيين”، مشيرةً إلى أن التحقيقات جارية لإحالته إلى القضاء.
ويُعدّ هذا الإعلان الأول من نوعه منذ اندلاع الحرب، ويُنظر إليه كمؤشر على محاولة الدعم السريع إظهار انضباط داخلي وموقف قانوني تجاه الجرائم الميدانية التي طالت المدنيين.
سجل حافل بالانتهاكات
يُعتبر إدريس أبو لولو من أكثر الشخصيات إثارة للجدل في دارفور، إذ ارتبط اسمه بسلسلة من الجرائم والانتهاكات ضد المدنيين خلال فترة حصار مدينة الفاشر، حيث وثّقت منظمات محلية ودولية حوادث قتل ونهب وتشريد نُسبت إلى مجموعات كان يقودها.
ووفق تقارير حقوقية، فإن أبو لولو تولى قيادة مجموعة مسلحة نفذت هجمات عنيفة على أحياء شمال وجنوب الفاشر، ما أدى إلى سقوط عشرات الضحايا ونزوح المئات من السكان نحو مناطق أكثر أمانًا.
خلفية وموقع نفوذ
ولد الفاتح عبد الله إدريس أبو لولو في غرب السودان، وصعد نجمه خلال النزاعات المتكررة في إقليم دارفور منذ مطلع العقد الماضي.
كان يُعرف في أوساط المقاتلين بلقب "قائد الميدان"، وتميّز بشبكة واسعة من العلاقات داخل المجموعات المسلحة، خاصة تلك التي كانت تتحرك في المناطق الخاضعة لنفوذ قوات الدعم السريع.
وتشير المصادر إلى أنه كان يتحرك بحرية في مناطق الصراع، مستفيدًا من حالة الانفلات الأمني التي أعقبت انهيار مؤسسات الدولة في الإقليم.
ردود فعل وانتظار المحاكمة
أثار الإعلان تفاعلًا واسعًا على منصات التواصل الاجتماعي، حيث رحّب ناشطون بخطوة القبض على أبو لولو، مطالبين بضرورة كشف كامل الشبكة المتورطة في الجرائم ضد المدنيين وتقديمها للعدالة.
من جانبه هاجم حاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي، اليوم، إعلان قوات الدعم السريع عن القبض على المتهم في انتهاكات الفاشر، المدعو إدريس أبو لولو، واصفًا الخطوة بأنها “مسرحية سمجة” تهدف إلى التغطية على الجرائم الحقيقية التي ارتكبت في الإقليم.
وقال مناوي في تصريحات حادة، إن الحديث عن محاكمة أبو لولو “لا قيمة له ما لم تبدأ العدالة من قادة الدعم السريع أنفسهم”، مضيفًا أن على السلطات “اعتقال حميدتي وأشقائه وكل من نفذ تعليماتهم التي أدت إلى المجازر والانتهاكات ضد المدنيين في دارفور”.
وأضاف أن “الجرائم التي شهدتها الفاشر وغيرها من مدن الإقليم لا يمكن التستر عليها بإخراج متهم صغير لتقديمه ككبش فداء”، مؤكدًا أن “العدالة الحقيقية لن تتحقق إلا بمحاسبة جميع المسؤولين عن الانتهاكات، من قمة الهرم إلى أدناه”.
وتأتي تصريحات مناوي بعد إعلان قوات الدعم السريع إلقاء القبض على إدريس أبو لولو، أحد أبرز المطلوبين في قضايا انتهاكات مدينة الفاشر، تمهيدًا لمحاكمته، وهو ما أثار جدلًا واسعًا في الأوساط السياسية والحقوقية حول مصداقية الخطوة وجدّيتها.