عاجل - ترامب: لإسرائيل الحق في الرد على "انتهاكات حماس".. وتصاعد حصيلة القتلى في غزة

عربي ودولي

عاجل - ترامب: لإسرائيل
عاجل - ترامب: لإسرائيل الحق في الرد على "انتهاكات حماس"

أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن لإسرائيل الحق في الرد على مقتل أحد جنودها في قطاع غزة، مشددًا في الوقت ذاته على أن اتفاق وقف إطلاق النار في القطاع "ليس في خطر" رغم الغارات الإسرائيلية الأخيرة التي أوقعت عشرات القتلى والجرحى.

وقال ترامب، في تصريحات للصحفيين على متن الطائرة الرئاسية، إنّ "وقف إطلاق النار في غزة لا يزال قائمًا، ولا شيء سيهدده بعد الضربات الإسرائيلية الأخيرة"، مضيفًا: "لقد قُتل جندي إسرائيلي، وكان على إسرائيل أن ترد. من حقها أن تدافع عن نفسها وتنتقم، فذلك ما تفعله أي دولة مسؤولة عندما تُهاجم".

حماس جزء صغير من الصفقة

وأشار ترامب إلى أنّ حركة حماس "جزء صغير من الصفقة" التي رعتها الولايات المتحدة لتحقيق التهدئة في غزة، مضيفًا: "على حماس أن تحترم ما بدأناه، وإلا فإنها ستفقد حياتها".

وجاءت تصريحات ترامب بعد ساعات من تصعيد إسرائيلي واسع النطاق استهدف مناطق مختلفة في قطاع غزة مساء الثلاثاء، ما أدى إلى مقتل ما لا يقل عن 91 شخصًا بينهم أطفال ونساء، حسب ما أفادت به وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" ومصادر طبية في مستشفيات القطاع.

وقالت المصادر إنّ حصيلة القتلى توزعت على النحو التالي: 31 في شمال القطاع، و42 في الوسط، و18 في الجنوب، لافتةً إلى أن العدد مرشّح للارتفاع بسبب وجود إصابات حرجة واستمرار عمليات البحث عن مفقودين تحت أنقاض المنازل المدمّرة.

الجيش الإسرائيلي

وأوضح الجيش الإسرائيلي في بيان له صباح الأربعاء أنّه "بناءً على توجيهات القيادة السياسية، وبعد سلسلة من الهجمات الكبيرة التي استهدفت عشرات الأهداف، بدأ الجيش بتعزيز اتفاق وقف إطلاق النار بعد انتهاكه من قبل حماس".

وأشار البيان إلى أنّ القوات الإسرائيلية، بالتعاون مع جهاز الأمن العام (الشاباك)، استهدفت أكثر من 30 عنصرًا من قيادات التنظيمات العاملة في غزة، مؤكدًا أنّ الجيش "سيواصل تطبيق الاتفاق والرد بقوة على أي انتهاك".

وبحسب القناة 12 الإسرائيلية، فإنّ الهجمات العنيفة على غزة توقفت عند الساعة العاشرة صباحًا بالتوقيت المحلي، على أن يُستأنف العمل باتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه مطلع أكتوبر الجاري بوساطة أمريكية.

ويُعدّ هذا التصعيد الأخير الأعنف منذ دخول اتفاق التهدئة حيز التنفيذ في 10 أكتوبر/تشرين الأول، حيث شهدت الليلة الماضية سقوط أكبر عدد من القتلى في ليلة واحدة منذ بدء الهدنة.

وقالت مصادر إسرائيلية إنّ "الضربات في غزة اقتربت من نهايتها"، مشيرةً إلى أنّ "الجيش أنهى استهداف جميع الأهداف المدرجة في القائمة". في المقابل، أكدت وزارة الصحة الفلسطينية أنّ المشافي تعمل بطاقتها القصوى وسط نقص حاد في الأدوية والمستلزمات الطبية، محذّرة من "كارثة إنسانية متصاعدة".

في جنوب القطاع، أعلن الجيش الإسرائيلي مقتل أحد جنوده خلال اشتباكات مع مقاتلين فلسطينيين في مدينة رفح ظهر الثلاثاء. وردًّا على ذلك، أمر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الجيش بشن ضربات "فورية وقوية"، فيما توعّد وزير الدفاع يسرائيل كاتس حركة حماس بدفع "ثمن باهظ" على حد وصفه.

ويأتي هذا التطور وسط مؤشرات متناقضة داخل إسرائيل بشأن مستقبل العملية العسكرية في غزة، إذ نقلت وسائل إعلام عبرية عن مسؤولين قولهم إنّ الحكومة تدرس رفع بعض القيود عن القطاع في إطار العودة إلى الهدوء، في حين يطالب آخرون في الحكومة بمواصلة "الردع العسكري".

من جهتها، أدانت السلطة الفلسطينية الغارات الإسرائيلية، ووصفتها بأنها "مجزرة جديدة ضد المدنيين العزّل"، داعية المجتمع الدولي إلى "التحرك العاجل لوقف العدوان وحماية الشعب الفلسطيني".

وتزامنت تصريحات ترامب الداعمة لإسرائيل مع دعوات دولية متزايدة لضبط النفس. فقد دعت الأمم المتحدة جميع الأطراف إلى الالتزام التام بوقف إطلاق النار، فيما حذّر الاتحاد الأوروبي من "انزلاق الأوضاع نحو دوامة جديدة من العنف".

ويشير مراقبون إلى أن موقف ترامب يعكس استمرار الدعم الأمريكي التقليدي لإسرائيل، رغم الانتقادات التي وُجهت لسياسات واشنطن السابقة في الشرق الأوسط، خصوصًا خلال فترات التصعيد في غزة.

وبينما أعلنت إسرائيل التزامها مجددًا باتفاق وقف إطلاق النار، تبقى الأوضاع الميدانية متوترة في القطاع، وسط مخاوف من تجدّد الغارات في حال وقوع أي هجوم جديد على القوات الإسرائيلية.