جولات الرئيس الأمريكي.. ما النتائج المنتظرة خلال تلك الزيارة؟
ترامب في سيول قبل قمة حاسمة مع شي.. محطات الجولة الآسيوية
وصل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى كوريا الجنوبية الأربعاء 29 أكتوبر 2025 في ختام جولته الآسيوية. استُقبل في بوسان بحفل رسمي تضمن سجادة حمراء وإطلاق مدفعي، ثم توجه إلى غيونغجو حيث شارك في فعاليات منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ (APEC). في مناسبة بارزة منح الرئيس الكوري الجنوبي لي جاي ميونغ ترامب وسام «موغونغوا الكبير» — وهو أعلى وسام في كوريا الجنوبية — كأول رئيس أمريكي يتلقاه.
محطات الجولة: من طوكيو إلى سيول
شملت الجولة محطات رئيسية في آسيا تضمنت اليابان وماليزيا وكوريا الجنوبية. في طوكيو جرى توقيع اتفاقات استثمارية وتجارية مع طوكيو تلاها حضور لقاءات اقتصادية في مدن عدة، بينما كانت سيول المحطة الأخيرة التي ركزت على المناقشات الثنائية مع الرئيس لي والتحضير للقمة المرتقبة مع الرئيس الصيني شي جينبينغ.
تصريحات ومفاوضات تجارية مع بكين على المسرح
على متن «إير فورس ون» وأمام الصحفيين، أعرب ترامب عن تفاؤله بإمكانية التوصل إلى هدنة تجارية مع الصين قبل لقائه المرتقب مع شي، مشيرًا إلى إطار تفاهم حول خفض الرسوم الأمريكية مقابل التزامات صينية تتعلق بصادرات مواد كيميائية تستخدم في إنتاج الفنتانيل. تقارير تشير إلى احتمال خفض الرسوم من 20% إلى 10% كجزء من اتفاق محتمل، ما دفع أسواق الأسهم إلى ارتفاعات في الأيام التي سبقت القمة.
ملفات إقليمية: كوريا الشمالية وتايوان
أوضح ترامب أنه كان منفتحًا على لقاء زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون لكن اللقاء لم يتم بسبب ضيق الوقت. فيما يتعلق بتايوان، اكتفى بالقول إنه لا يعلم إن كان سيناقش الملف مع شي، بينما شددت الأطراف الإقليمية على استمرار التوترات والالتزامات المتباينة من طرفي الأزمة.
استجابة محلية: استقبال واحتجاجات
رغم الحفاوة الرسمية في بوسان، شهدت غيونغجو احتجاجات محدودة رفع خلالها متظاهرون شعارات مناوئة لترامب. كما ألقى ترامب كلمة أمام قادة الشركات المشاركين في منتدى APEC وتحدث عن قرب إنجاز اتفاق تجاري مع سيول، رغم تشكيك مسؤولين من البلدين بقدرة تحقيق اختراق خلال هذا الأسبوع.
ما أهمية هذه الزيارات الأخيرة؟
تحسين بيئة التجارة العالمية: جولة ترامب ركّزت بقوة على خفض الاحتكاك التجاري مع أكبر شركاء الولايات المتحدة (اليابان، كوريا، الصين)، وأي تقدم في اتفاق هدنة تجارية أو خفض للرسوم قد يسهم في استقرار سلاسل التوريد وأسواق الأسهم عالميًا.
إعادة تشكيل التحالفات والدبلوماسية الأمنية: لقاءات ترامب مع قادة كوريا واليابان تؤكد الطلب الأمريكي على مزيد من مساهمة الحلفاء في الإنفاق الدفاعي، وتُظهِر سعي واشنطن لإعادة توزيع أعباء الحماية الإقليمية.
فرصة لتهدئة توترات آسيا ــ المحيط الهادئ: الزيارات تشكل منصة لبحث ملفات كورية شمالية وتايوان والرقائق المتقدمة (مثل ملف إنفيديا والرقائق الذكية)، وهي نقاط حساسة قد تُغيّر موازين القوة الاقتصادية والتقنية.
دلالات رمزية وسياسية: منح وسام «موغونغوا» وهدية «تاج مملكة سيلا» يشيران إلى رغبة سيول في إظهار تقارب رمزي وسياسي مع البيت الأبيض، ما قد يسهل التنازلات أو تسريع الاتفاقات الاقتصادية.
تأثيرات انتخابية داخلية: الاحتفالات والمناسبات الإعلامية وبيانات الاستثمارات الكبرى تُستخدم غالبًا لأهداف داخلية في الولايات المتحدة — لعرض إنجازات اقتصادية ودبلوماسية قبل مواعيد سياسية مهمة.
اختتمت زيارة كوريا الجنوبية الجولة الآسيوية لترامب بلحظات رمزية (وسام وتاج) ومحاولات تحقيق مكاسب اقتصادية ودبلوماسية قبل قمة حاسمة مع الرئيس الصيني. تأثير هذه الزيارات لن يقاس فورًا، لكنه قد يترجم على المدى القصير إلى هدنة تجارية جزئية وانعكاسات على السياسات الأمنية في شرق آسيا، بينما تبقى نتائج لقاء ترامب–شي هي المقياس الأهم لتحديد مسار العلاقات الأمريكية ــ الصينية في الفترة المقبلة.