عطاء لا يتوقف.. سيدة سويفية وبنك فيصل ينعشان مستشفى الجامعة بأجهزة قيمتها 10 ملايين جنيه"
تُعد مستشفى جامعة بني سويف واحدة من أكبر المؤسسات العلاجية في صعيد مصر، حيث تخدم عشرات الآلاف من المرضى سنويًا من أبناء المحافظة والمراكز المجاورة. وتضم المستشفى عددًا من الأقسام المتخصصة ووحدات الرعاية الحرجة، وتُعد الملاذ الأول للحالات الطارئة والحرجة التي تحتاج إلى رعاية طبية دقيقة. وخلال السنوات الأخيرة، شهدت المستشفى جهودًا مكثفة لتطوير البنية التحتية وتحديث الأجهزة الطبية عبر تبرعات أهل الخير ودعم مؤسسات الدولة والمجتمع المدني
أرقام تكشف حجم الخدمة الطبية
تضم مستشفى جامعة بني سويف أكثر من 800 سرير موزعة على مختلف الأقسام الطبية، بينها نحو 150 سريرًا للعناية المركزة و70 سريرًا للأطفال والحضّانات، وتستقبل المستشفى أكثر من 450 ألف حالة سنويًا ما بين طوارئ وعيادات خارجية وحالات دخول.
ويعمل بها ما يزيد على 2000 من الأطباء وأعضاء هيئة التمريض والفنيين والإداريين، وتشمل أكثر من 35 قسمًا طبيًا في مختلف التخصصات، منها الجراحة العامة والعظام والمسالك والنساء والأطفال والأورام والقلب والمخ والأعصاب.
وتعد المستشفى مركزًا رئيسيًا للتدريب والتعليم الطبي لطلاب كليات الطب والتمريض والعلاج الطبيعي بجامعة بني سويف.
تبرعات ضخمة تعزز قدرات المستشفى
وفي هذا السياق، شهدت مستشفى جامعة بني سويف نقلة جديدة في تطوير خدماتها الطبية، بعدما أعلنت إدارتها عن استقبال تبرعات عينية ضخمة من إحدى السيدات السويفيات وبنك فيصل الإسلامي، شملت أجهزة طبية حديثة ومتطورة تدعم الأقسام الحيوية بالمستشفى، وترفع من كفاءة الخدمة المقدمة للمرضى من أبناء المحافظة والمناطق المجاورة.
وقال الدكتور عماد البنا، نقيب الأطباء ومدير المستشفى الجامعي ببني سويف، إن قسم رعاية الأطفال استقبل مؤخرًا تبرعًا كريمًا من إحدى السيدات السويفيات شمل أربع أجهزة «مونيتور» وسريرين رعاية متحركين وجهاز ضغط حديث ومنظارًا حنجريًا ووصلة أكسجين، مؤكدًا أن هذا الدعم ساهم في تعزيز قدرات القسم الذي يستقبل يوميًا عشرات الحالات الحرجة.
10 ملايين جنيه لدعم مستشفيات الجامعة.. منظار عظام وليزر متطور
وأضاف «البنا» أن الخبر الأكبر جاء من بنك فيصل الإسلامي، الذي وافق على تبرع بقيمة 10 ملايين جنيه بعد دراسة احتياجات المستشفى، موضحًا أن التبرع شمل جهاز منظار عظام متطور بقيمة 6 ملايين جنيه يُعد الأول من نوعه في مستشفيات محافظة بني سويف، بعد توقف الجهاز القديم نتيجة الضغط الكبير على العمليات.
وأشار إلى أن الجهاز الجديد سيعيد الخدمة الجراحية المتخصصة في العظام إلى كامل طاقتها، ويخفف عن المرضى وأسرهم مشقة السفر إلى محافظات أخرى لإجراء العمليات الدقيقة.
كما أوضح مدير المستشفى أن البنك تبرع أيضًا بـ جهاز ليزر متطور لعلاج أمراض المسالك البولية وتضخم البروستاتا وحصوات الكلى والحالب بتكلفة 4 ملايين جنيه، مؤكدًا أن الجهاز يُمثل نقلة نوعية في العلاج دون تدخل جراحي، ويساعد على سرعة تعافي المرضى وتقليل فترة الإقامة داخل المستشفى.
وأكد الدكتور عماد البنا أنه تم إطلاع الدكتور طارق علي، رئيس الجامعة، والدكتور هاني حامد، رئيس مجلس إدارة مستشفيات الجامعة، على تفاصيل التبرعات، مشيدًا بدعمهما المتواصل لتطوير المنظومة الطبية داخل المستشفى الجامعي.
وأشار «البنا» إلى أن هذه التبرعات تأتي في توقيت يشهد فيه المستشفى زيادة في الإقبال على الخدمات الطبية، مؤكدًا أن الأجهزة الجديدة ستسهم في تخفيف العبء عن المرضى وتعيد الثقة في الخدمة الطبية الحكومية داخل المستشفى، باعتبارها المؤسسة العلاجية الأكبر التي تخدم مئات الآلاف سنويًا.
واختتم مدير المستشفى تصريحه بتوجيه الشكر والعرفان لأهل الخير والبنك على دعمهم الكريم، داعيًا رجال الأعمال والمؤسسات المصرفية والخيرية إلى مواصلة دعم المستشفى بما يضمن استدامة الخدمة وتوفير أحدث الأجهزة الطبية لخدمة أبناء بني سويف.
فرحة بين الأهالي.. دعم إنساني يعيد الأمل في الخدمة الطبية ببني سويف
قوبلت التبرعات بترحيب واسع من أهالي بني سويف عبر مواقع التواصل الاجتماعي، الذين أعربوا عن سعادتهم وفخرهم بالمبادرات التي تسهم في تطوير المستشفى الجامعي الذي يُعد الملاذ الأول لأبناء المحافظة.
وقال عدد من الأهالي إن هذه الخطوات تعيد الثقة في الخدمة الطبية الحكومية، مطالبين باستمرار هذه المبادرات من رجال الأعمال والبنوك والمؤسسات الخيرية، لتخفيف معاناة المرضى ودعم الطواقم الطبية التي تبذل جهودًا كبيرة يوميًا داخل المستشفى.
خطة التطوير المقبلة.. توسعات وإنشاءات جديدة.
تعمل إدارة مستشفيات جامعة بني سويف حاليًا على تنفيذ خطة تطوير شاملة تشمل إنشاء مبنى جديد لجراحات اليوم الواحد بطاقة استيعابية 100 سرير، وإنشاء وحدة متخصصة لعلاج الأورام مزودة بأحدث أجهزة العلاج الإشعاعي، إلى جانب تحديث معمل التحاليل المركزي وتوسيع قسم الطوارئ لاستيعاب الأعداد المتزايدة من المرضى.
كما تتضمن الخطة تطوير منظومة الميكنة الإلكترونية لربط جميع الأقسام بالملفات الطبية للمرضى، بما يواكب معايير التحول الرقمي في القطاع الصحي، ويضمن تقديم خدمة أكثر سرعة ودقة وكفاءة.
