الطائرات الورقية تحلّق بأحلام أطفال بلا سرطان في سماء الإسكندرية.. "الفجر" توثّق رحلة الأمل لأمهات محاربي المرض

محافظات

جانب من مهرجان الطائرات
جانب من مهرجان الطائرات الورقية

 

في أجواء مفعمة بالأمل والحياة، امتلأت سماء الإسكندرية بألوان الطائرات الورقية التي حملت رسائل الشفاء وأمنيات الأطفال الذين خاضوا تجربة السرطان بشجاعة وإيمان، وذلك خلال مهرجان الطائرات الورقية الذي نظمته مبادرة «أطفال بلا سرطان» بأحد فنادق كورنيش الإسكندرية، ضمن فعاليات الأسبوع المجتمعي لدعم الأطفال وأمهاتهم.

جانب من المهرجان 
جانب من المهرجان 

وجاءت الاحتفالية بمشاركة مجموعة من الأطفال محاربي السرطان وأسرهم، إلى جانب نخبة من الشخصيات العامة والإعلاميين، في مشهد إنساني عبّر عن قوة الإرادة والأمل في مواجهة المرض.

جانب من المهرجان
جانب من المهرجان

وتقول والدة الطفل عمرو عاطف، أحد المتعافين من مرض السرطان: «عشنا رحلة طويلة بدأت في يونيو عام 2022 بمستشفى برج العرب بالإسكندرية، مرورًا بإجراء العملية الجراحية وجلسات العلاج الكيماوي حتى مرحلة الشفاء والمتابعة الشهرية»، مضيفة: رغم قسوة التجربة وما مررنا به من آلام، فإن الله منحنا سكينة وقوة خاصة لتحمل مرض سرطان العظام حتى تمام التعافي.

جانب من المهرجان 
جانب من المهرجان 

وتحدث الطفل عمرو لـ«الفجر» معبرًا عن سعادته قائلًا: «أنا سعيد بطائرتي التي حلّقت في السماء مع أصدقائي، فقد تعلمت من مرضي الاعتماد على الله والثقة بأنه لا مستحيل أمام من يؤمن».

جانب من المهرجان 
جانب من المهرجان 

 

كما روت عبير عبد الفضيل، والدة الطفلة "هنا" ذات الأربع سنوات المصابة بسرطان الدم «اللوكيميا»، أن رحلة العلاج بدأت منذ عام 2022 وتوشك على الانتهاء، قائلة: اليوم كان مميزًا بالنسبة لهنا، إذ التقت بأصدقائها من الأطفال المرضى في أجواء من اللعب والفرح بعيدًا عن أجواء العلاج بالمستشفى، واختتمت الطفلة حديثها لـ "الفجر" ببراءة قائلة: "شكرًا لماما".

جانب من المهرجان 
جانب من المهرجان 

وعبّرت قسمت عبد الرحمن، والدة الطفلة مدينة يوسف، وهي سيدة سودانية مقيمة بالإسكندرية، عن امتنانها قائلة: «اكتشفت إصابة ابنتي بالسرطان اللمفاوي وسرطان الدم، ومنذ اللحظة الأولى تلقينا دعمًا ورعاية كاملة من مستشفى برج العرب طوال السنوات الثلاث الماضية، ولم يتبقَّ سوى خمسة أشهر على مرحلة التعافي الكامل بإذن الله. 

 واختتمت حديثها بتوجيه الشكر لكل من ساهم في إسعاد طفلتها، قائلة: شكرًا سيادة الرئيس السيسي، ربنا يحفظك ويخليك لينا.

جانب من المهرجان
جانب من المهرجان

وشهدت الفعالية مشاركة واسعة من السيدات والرجال وشيوخ الأزهر والكنيسة ومدارس الراهبات، إلى جانب مشاركة عدد من أطفال ذوي الهمم الذين قدموا فقرات فنية وغنائية مؤثرة. ومن بين المشاركين الشاب يس، بطل الجمهورية في الكاراتيه، الذي شارك بفريق كورال الفنانة وفاء حكيم، إلى جانب إلقائه بعضًا من أشعاره دعمًا لأطفال السرطان.

جانب من المهرجان 
جانب من المهرجان 

كما تحدّثت ميرفت السنباطي، منسقة العمل العام ومؤسسة بأحد الأندية السكندرية، عن تجربتها الشخصية قائلة: واجهت مرض السرطان قبل عشرين عامًا وتغلبت عليه، وأدركت أنه مرض يمكن الشفاء منه بالعزيمة والإيمان».

 وأضافت أن مريض السرطان لا يحتاج الشفقة، بل الدعم النفسي والتشجيع على الاستمرار في الحياة، خصوصًا في مراحل العلاج الكيماوي والإشعاعي التي تترك آثارًا جانبية مؤقتة.

جانب من المهرجان 
جانب من المهرجان 
جانب من المهرجان 
جانب من المهرجان 

وأكدت الدكتورة سحر، أستاذة بكلية الفنون الجميلة، أهمية دور الفن في المساعدة على العلاج النفسي، مشيرة إلى أن المجتمع يلعب دورًا حيويًا في دعم المريض ومساندته لتجاوز آلامه دون شعور بالعجز أو نهاية للحياة.

جانب من المهرجان 
جانب من المهرجان 

وفي ختام اليوم، عبّرت السير محبة من مدرسة نوتردام للراهبات بالإسكندرية عن سعادتها بالمشاركة في المهرجان، قائلة: «إن ما رأيناه اليوم من إيمان وصبر لدى الأطفال مثال يُحتذى به في محبة الله والثقة برحمته»، مؤكدة أن المدرسة تنظم فعاليات مشابهة لغرس قيم المحبة والتكافل الإنساني في نفوس الطالبات.

جانب من المهرجان 
جانب من المهرجان 

وشمل المهرجان فقرات فنية متنوعة بمشاركة ذوي الهمم وأولياء أمورهم، وعروضًا راقصة لطالبات الباليه بإشراف الدكتورة كلير عادل، إلى جانب عرض فرعوني متميز جسّد جمال الحضارة المصرية القديمة بعصرية الحاضر، في لوحة فنية خطفت أنظار الحضور.

جانب من المهرجان 
جانب من المهرجان 

وفي ختام الاحتفالية، وجّه المنظمون الشكر إلى  أحمد صدقي، مدير الفندق الراعي، على رعايته الكريمة ودعمه الإنساني، وإلى الدكتورة منال عليوة، مؤسسة مبادرة "أطفال بلا سرطان"، على جهودها في دعم الأطفال وأسرهم،  وحسين خير، المنسق العام للاحتفالية، على إخراج الحدث بهذه الصورة المشرفة.

جانب من المهرجان 
جانب من المهرجان 

وهكذا ارتفعت الطائرات الورقية في سماء الإسكندرية، حاملة أحلام الصغار ورسائل الأمل التي تؤكد أن الإرادة والإيمان أقوى من السرطان، وأن الابتسامة تظل دائمًا أول طريق الشفاء.