أحمديات السيرك العالمي في خلوصي وشبرا

أحمديات: السيرك العالمي في خلوصي وشبرا

مقالات الرأي

 🖊️ يكتبها ـ أحمد
🖊️ يكتبها ـ أحمد زكى

مازالت الكلمة حائرة بين مفهوم لم يقصد ومقصود لم يفهم فاجعل كلمتك بسيطة حتى يفهم مقصدها.

دعاني صديق عزيز إلى المقابلة في دوران شبرا والتجول في شوارعها ورؤية المحلات وسوق الملابس الكبير ولأننا لم نتقابل منذ فترة وافقت على الفور وأبلغني أن أحضر بالمواصلات لأنه لا توجد أماكن انتظار نهائي في الشوارع.

وفي مساء يوم العطلة ركبت وسيلة المواصلات إلى دوران شبرا كانت التوكتوليكا هي الخيار الأنسب لسهولة وسرعة الوصول نظرًا لخبرته في التعامل مع الطرق المزدحمة.

وما إن وصلت وجدت صديقي العزيز ينتظرني وسط الزحام الشديد وضوضاء عالية وتكدس غير طبيعي من البشر فوجئت به يعطيني سماعة أذن وميكروفون لاسلكي وأبلغني بضرورة استخدامهما للتواصل لأننا لن نستطيع سماع بعضنا البعض في الجولة بخلوصي وشبرا نظرًا لهذه الأصوات العالية والزحام.

تم ضبط السماعة والميكروفون وبدأنا الحديث فرحبت به ورحب بي وبدأنا التحرك وفي لحظات لم أجده أمامي فتحدثت عبر الميكروفون وسألته أين أنت فقال لي أنا أراك ولكن الزحام سحبني خليك على السماعة نكلم بعض واطلع على الرصيف أفضل.

لم أجد الرصيف ولكنني أخذت يمين الطريق كي أبحث عنه وإذا بصوت عالٍ يأتي من الأسفل يحدثني بغضب ويقول انزل يا أستاذ من على العربية اندهشت كثيرًا فقد كنت أعتقد أنني فوق الرصيف لكنني وجدت نفسي فوق عربة لبيع الأحذية تقف مكان الرصيف الذي لم أجده سمعت صوت صديقي يضحك ويبلغني أن أنزل بسرعة وأعتذر لصاحب العربة حتى لا أقع في مشكلة.

تعجبت كثيرًا كيف صعدت دون أن أدري بعد أن كنت أحاول الصعود إلى الرصيف المفقود فقال لي صديقي استمتع ولا تبال ومازال الحوار بيننا عبر الميكروفون والسماعة فقلت له يجب أن أراك فقال سنلتقي ولكن استمر في سيرك وستجدني بعد أن تصعد فوق الشماعات وتتسلقها لتخطي هذه المنطقة حتى نلتقي.

تعجبت ولكن سرعان ما وجدت منطقة مغلقة مليئة بالإستاندات والشماعات تغلق كل محاور السير فكان لزامًا عليّ أن أتسلقها مثل لاعبي الجمباز متنقلًا من شماعة إلى أخرى حتى تنفست الصعداء بعد عبور المنطقة وسط ضحكات صديقي الذي كان ينتظرني ويشاهدني من بعيد.

وجدنا أنفسنا وجهًا لوجه ونتحدث عبر الأثير فسألته ما كل هذا فقال استمتع سنذهب إلى محل العصير في منتصف الشارع عنده كراسي وسنرتاح ولكن علينا السير فوق كابل الكهرباء للوصول لأن هناك سوق فاكهة مزدحم ولا يمكن المرور.

شاهدت الناس تتسلق سلالم خشبية للصعود والسير فوق الكابل الممتد من الأعمدة إلى المحلات والبائعين وكان أصحاب الإستاندات يساعدون المتسلقين بأستاند للتوازن حتى لا يسقط أحد ربنا ستر ووصلنا إلى محل العصير في منتصف الشارع.

زحام شديد ولا مجال لعبور السيارات أو المشاة الجميع يشرب العصير ويأكل البطاطا والترمس واللب والسوداني والذرة المشوية كانت عينا صديقي تلمع بابتسامة وتعجب مما أراه فقد تحولت نزهتنا إلى مغامرة في سيرك مفتوح.

وفجأة حالة هرج ومرج والكل يجري مسرعًا حاملًا بضاعته بعضهم يسقط بعضًا وصديقي يصرخ في الميكروفون اجري بسرعة في نفس الاتجاه ولا تلتفت لم أفهم السبب ولكنني جريت مع الجموع حتى توقف الجميع بعدها ورتبوا أماكنهم من جديد.

سألته وأنا ألهث لماذا يضحك وما الذي يحدث فقال لي هذه علامة يعرفها الباعة أن مسؤولي المرافق قادمون فيجرون جميعًا لحماية بضائعهم ثم يعودون بعد أن يغادروا إنها اللعبة اليومية في سيرك شبرا.

تعبت كثيرًا وفصلت البطارية من الهاتف والسماعة ولم أعد أستطيع التواصل معه وسط الزحام فسألت رجلًا يجلس على الأرض كيف أعود بعيدًا عن هذا الازدحام فقال سأدلّك على الطريق الصحيح هناك نفق للصرف الصحي قديم لم يعد يستخدم يمكنك النزول فيه من إحدى الفتحات وستجد مخرجًا في النهاية بعيدًا عن السيرك لكن لا تتحدث مع أحد في الداخل ولا تلتفت لأي شيء تراه.

كنت أريد فقط العودة بسرعة والاتصال بصديقي لأسأله عن سبب هذه الدعوة في سيرك شبرا وخلوصي.

إلى اللقاء..

قرمشة:
مازلت أسير حتى أبحث عن الحقيقة إلى أن عرفتها فصدمتني
كانت ومازالت وستظل مصر أم الدنيا
جاهل يستمع أحمق يتحدث ومغرض يردد مكونات الشائعات.

تحياتي ومن عندياتي.