ماذا طلبت زوجة البرغوثي من ترامب؟
في تطور لافت يعيد إلى الواجهة ملف الأسير الفلسطيني البارز مروان البرغوثي، وجهت زوجته فدوى البرغوثي رسالة علنية إلى الرئيس الأميركي دونالد ترامب دعت فيها إلى التدخل من أجل إطلاق سراح زوجها، معتبرةً أن الإفراج عنه سيكون خطوة محورية نحو تحقيق السلام في الشرق الأوسط.
رسالة مباشرة إلى البيت الأبيض
وفي بيان نشرته مجلة تايم الأميركية، قالت فدوى البرغوثي:
"السيد الرئيس، هناك شريك حقيقي بانتظارك — شخص يمكنه أن يساعد في تحقيق الحلم المشترك بسلام عادل ودائم في المنطقة. من أجل حرية الشعب الفلسطيني وسلام الأجيال القادمة، ساعد في الإفراج عن مروان البرغوثي."
وتأتي الرسالة عقب تصريحات أدلى بها ترامب للمجلة ذاتها، أكد فيها أنه “سيتخذ قرارًا قريبًا بشأن قضية البرغوثي”، في إشارةٍ إلى احتمالية أن تلعب واشنطن دورًا مباشرًا في هذا الملف الشائك.
ترامب: "كان هذا سؤالي لهذا اليوم"
قال ترامب خلال المقابلة إنه تلقى سؤالًا حول الموضوع قبل دقائق من اتصال الصحيفة به، مضيفًا: "سأتخذ قرارًا، وسأكون واضحًا جدًا في هذا الشأن."
ويُنظر إلى هذا التصريح باعتباره أول إشارة علنية من الإدارة الأميركية إلى إمكانية مراجعة الموقف من أحد أبرز القادة الفلسطينيين المعتقلين في السجون الإسرائيلية منذ عام 2002.
البرغوثي.. رمز وطني ومشروع قائد
يُلقّب مروان البرغوثي، البالغ من العمر 66 عامًا، بـ "مانديلا فلسطين"، ويُنظر إليه على نطاق واسع داخل الأوساط الفلسطينية والدولية كأحد القادة القادرين على توحيد الصف الفلسطيني وقيادة مشروع سياسي جديد بعد الحرب في غزة.
وكانت المحاكم الإسرائيلية قد أصدرت عام 2004 خمسة أحكام بالسجن المؤبد بحقه بتهم تتعلق بالانتفاضة الثانية.
دعم أميركي – يهودي غير متوقع
من بين أبرز الداعمين لفكرة الإفراج عن البرغوثي، برز اسم رونالد لاودر، رئيس المؤتمر اليهودي العالمي وأحد المقربين من ترامب، الذي قال لـتايم: "مجرد أنه يفكر في الأمر يُعد خطوة ممتازة في الاتجاه الصحيح. لا يمكن تحقيق حل الدولتين إلا بوجود قائد حقيقي، ومروان البرغوثي هو الرجل المناسب لذلك."
وأضاف لاودر أن إسرائيل ترفض الإفراج عنه لأنها "تدرك أنه سيكون رجل دولة ناجحًا"، مشيرًا إلى أن كثيرين أُفرج عنهم في السابق "أسوأ حالًا منه بكثير".
معارضة إسرائيلية متوقعة
في المقابل، تشير تقارير إسرائيلية إلى أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يعارض بشدة أي خطوة من شأنها تمهيد الطريق أمام البرغوثي لتولي دور قيادي، خصوصًا في ظل رفضه القاطع لحل الدولتين.
ورفضت الحكومة الإسرائيلية التعليق على تصريحات ترامب أو رسالة فدوى البرغوثي حتى الآن.
حسابات سياسية معقدة
تأتي هذه التطورات بينما تسعى واشنطن إلى صياغة إطار جديد للحكم في غزة بعد الحرب، بالتنسيق مع حكومات عربية عدة، في محاولة لإرساء نظام مستقر يضمن مشاركة فلسطينية موحدة.
ويُنظر إلى إدراج البرغوثي في هذا السياق كإمكانية لخلق "شريك فلسطيني موثوق" يمكن أن يُعيد الثقة لعملية السلام المتعثرة منذ سنوات.
في النهاية تُعيد رسالة فدوى البرغوثي وتصريحات ترامب المتزامنة معها، إحياء النقاش الدولي حول دور مروان البرغوثي في مستقبل القيادة الفلسطينية.
وبينما يرى البعض أن الإفراج عنه سيكون بوابة لسلام حقيقي، يعتبره آخرون ورقة ضغط أميركية جديدة على حكومة نتنياهو.
لكن المؤكد أن اسم البرغوثي عاد بقوة إلى واجهة المشهد، وربما يفتح الباب أمام فصل جديد من السياسة الفلسطينية في مرحلة ما بعد الحرب.