قصة «عم غريب».. من صفعة قاسية إلى حياة جديدة بفضل أيادي الخير في السويس

محافظات

قصه عم غريب مسن السويس
قصه عم غريب مسن السويس

لم يكن «عم غريب»، الرجل الستيني البسيط، يعلم أن لحظة غضب عابرة من شابين ستقلب حياته رأسًا على عقب، لتتحول قصته من مشهد مؤلم إلى حكاية إنسانية تفيض بالعطاء والتكافل.

بداية الواقعة

بدأت القصة في أحد عقارات منطقة الجناين بمحافظة السويس، حيث يقيم «عم غريب» وزوجته منذ نحو ثلاثين عامًا في شقة متواضعة استأجراها من أسرة تملك العقار. ومع مرور السنوات، نشبت خلافات بسيطة حول الإيجار القديم، تطورت لاحقًا إلى مشادات كلامية بين المسن وأبناء المالك.

وقبل أيام، انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو صادم يظهر فيه أحد الشبان وهو يصفع «عم غريب» على وجهه داخل منزله، بينما يقف آخر يصور الواقعة ضاحكًا. المشهد الذي لم يستغرق ثوانٍ كان كفيلًا بإشعال موجة غضب وتعاطف واسعة على مستوى الجمهورية.

تدخل سريع من الجهات الأمنية

عقب انتشار الفيديو، تحركت وزارة الداخلية على الفور، وتمكنت الأجهزة الأمنية بمديرية أمن السويس من تحديد هوية المتهمين وضبطهما.
وأوضحت التحقيقات أن الواقعة حدثت داخل العقار الذي يقطنه المسن، وأن الخلاف كان بسبب طلب إخلاء الشقة القديمة، فيما تم اتخاذ الإجراءات القانونية ضد المعتدين وإحالتهما للنيابة العامة.

موجة تضامن مجتمعي

لم يتوقف الأمر عند حد العقوبة القانونية، بل شهدت مواقع التواصل حالة من التعاطف الإنساني غير المسبوقة. فقد أطلق الأهالي ورواد السوشيال ميديا حملة دعم واسعة بعنوان «كلنا عم غريب»، تعبيرًا عن رفضهم للإهانة التي تعرض لها رجل في عمر والدهم أو جدهم.

وفي خضم هذا التعاطف، ظهر أحد فاعلي الخير من أبناء السويس، وأعلن تكفله بتوفير شقة إيجار جديدة ومجهزة بالكامل في منطقة راقية للمسن وزوجته، مع التزامه بدفع الإيجار مدى حياتهما.

حياة جديدة بعد الألم

وبينما كان «عم غريب» يعيش أيامًا من الخوف والقلق، جاءت هذه المبادرة لتعيد إليه الأمان والسكينة.


قال في تصريحات خاصة:

 «كنت حاسس إن الدنيا ضاقت بيا، لكن ربنا كبير... وقلوب الناس الطيبة رجعتلي الأمل تاني».

 

زوجته أيضًا لم تتمالك دموعها وهي تحمد الله على ما حدث، مؤكدة أن «الخير لسه في قلوب المصريين».

رسالة إنسانية

قصة «عم غريب» لم تعد مجرد واقعة اعتداء، بل تحولت إلى رمز لمعنى الرحمة والتكافل، وتأكيد على أن المجتمع المصري لا يقبل الظلم، ويقف إلى جانب الضعفاء وقت الشدة.

وبينما تواصل الجهات الأمنية إجراءاتها، يبقى صوت الشارع المصري واحدًا:

 «كرامة الكبير من كرامتنا.. وعم غريب مش لوحده».