حقيقة حديث "من صلى على النبي ألف مرة لا يموت حتى يُبشَّر بالجنة" وفضل الإكثار من الصلاة على الرسول

يتداول كثير من الناس مقولة مفادها: "من صلى على النبي صلى الله عليه وسلم ألف مرة لا يموت حتى يُبشَّر بالجنة"، ويتساءل المسلمون عن مدى صحتها وثبوتها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وقد أوضح علماء الدين أن الإكثار من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم عبادة عظيمة الأجر والفضل، لكن هذا القول تحديدًا لا يصح نسبته إلى النبي عليه الصلاة والسلام لعدم وجود سند ثابت يؤيده.

الشيخ أحمد وسام، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أكد أن الصلاة على النبي ليست مجرد سنة أو استحباب، بل هي قربة عظيمة ووسيلة لرفعة الدرجات ومغفرة الذنوب، مستشهدًا بقول الله تعالى:
"إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا".
وأشار إلى أن بعض الأحاديث المتداولة عن تحديد عدد معين مثل ألف مرة لا أصل لها في السنة الصحيحة.

وفي السياق ذاته، أوضح الشيخ عويضة عثمان، مدير إدارة الفتوى الشفوية بدار الإفتاء، أن هناك روايات عن بعض الصالحين الذين واظبوا على الصلاة على النبي ألف مرة يوم الجمعة، ونُقلت عنهم كرامات عند الوفاة، لكنها لا تُعد أحكامًا شرعية أو وعودًا مؤكدة، بل تجارب فردية من الصالحين.
وأضاف أن العلماء، ومنهم الإمام الشافعي، أجمعوا على استحباب الإكثار من الصلاة على النبي في كل وقت، وخاصة يوم الجمعة وليلتها.

أما الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية الأسبق، فشدد على أن الصلاة على النبي من الأعمال التي لا تُرد عند الله تعالى، لأنها متعلقة بالجناب النبوي الشريف، ودعا إلى أن يجعلها المسلم عادة يومية في جميع الأوقات.

وعن الأحاديث الصحيحة في فضل الصلاة على النبي، ورد في حديث أُبيّ بن كعب رضي الله عنه أنه قال للنبي صلى الله عليه وسلم:
"يا رسول الله، إني أكثر الصلاة عليك، فكم أجعل لك من صلاتي؟"
فقال: "ما شئت، فإن زدت فهو خير لك"، حتى قال أُبيّ: "أجعل لك صلاتي كلها؟"
فقال النبي: "إذن تُكفى همك ويُغفر لك ذنبك" (رواه الترمذي).

ويجمع العلماء على أن الإكثار من الصلاة على النبي يجلب للمسلم فضائل كثيرة، منها: رفع الدرجات، تكفير السيئات، استجابة الدعاء إذا قُدّمت وخُتمت بها، نيل شفاعة النبي يوم القيامة، البركة في العمر والرزق، والقرب من الرسول في الجنة.

أما عن الصيغ المأثورة، فأشهرها الصيغة الإبراهيمية:
"اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد"،
إلى جانب صيغ أخرى وردت عن السلف الصالح، كلها تجتمع في تعظيم النبي الكريم وطلب البركة والرحمة بذكره.