المجلس العربي للاختصاصات الصحية يعتمد "طب المنصورة" مركزًا إقليميًا لتدريب البورد العربي ويشيد بريادتها الأكاديمية
في إنجازٍ أكاديميٍ جديدٍ يُضاف إلى سجل جامعة المنصورة الحافل بالتميز والريادة، وجّه المجلس العربي للاختصاصات الصحية، التابع لجامعة الدول العربية ومجلس وزراء الصحة العرب، التهنئة لكلية الطب بالجامعة بمناسبة حصولها على الاعتماد المؤسسي لمدة ست سنوات كمركز معتمد لتدريب الأطباء في برامج البورد العربي من مختلف الدول العربية.

جاء ذلك خلال فعاليات ملتقى المجلس العربي للاختصاصات الصحية لعام 2025، المنعقد في العاصمة الأردنية عمّان، حيث قدّم الدكتور عمر الرواس، الأمين العام للمجلس العربي للاختصاصات الصحية، التهنئة الرسمية إلى كلية الطب بجامعة المنصورة، مشيدًا بمستواها الأكاديمي المرموق، وما حققته من تطور ملحوظ في مجالات التعليم الطبي والبحث العلمي، مؤكدًا أنها أصبحت وجهة متميزة للأطباء العرب الراغبين في الحصول على تدريب تخصصي متقدم ضمن منظومة البورد العربي.
وأوضح الأمين العام أن هذا الاعتماد يعكس ثقة المجلس في قدرات كلية الطب بجامعة المنصورة، ومطابقتها للمعايير الدولية في التدريب الطبي التخصصي، مشيرًا إلى أن الجامعة أثبتت قدرتها على تحقيق التكامل بين الجانب الأكاديمي والسريري، بما يواكب أحدث النظم العالمية في التعليم الطبي المستمر وإعداد الأطباء القادرين على المنافسة إقليميًا ودوليًا.

وفي هذا الإطار، أعرب الدكتور شريف خاطر، رئيس جامعة المنصورة، عن فخره واعتزازه بهذا الإنجاز الذي يُترجم مكانة الجامعة المرموقة على المستويين الإقليمي والعربي، موضحًا أن هذا الاعتماد يعد تتويجًا لجهودٍ متواصلة من أعضاء هيئة التدريس والعاملين بكلية الطب لتطوير بيئة التعليم والتدريب وفق معايير الجودة والاعتماد الدولية. وأكد أن الجامعة تعمل في ضوء رؤية الدولة المصرية بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي، نحو بناء منظومة تعليم عالٍ قادرة على تحقيق الريادة الإقليمية في المجالات الطبية والعلمية.
وأضاف رئيس الجامعة أن كلية الطب بجامعة المنصورة تُعد واحدة من أبرز المؤسسات الطبية في الشرق الأوسط، بما تمتلكه من كوادر بشرية مؤهلة، وبنية تحتية طبية متقدمة، ومستشفيات ومراكز تخصصية تعد نموذجًا يحتذى به في الرعاية الصحية والتعليم الطبي التطبيقي، مشيرًا إلى أن حصول الكلية على هذا الاعتماد يعزز دورها في إعداد الأطباء العرب وتأهيلهم بمعايير عالمية.
ومن جانبه، أوضح الدكتور أشرف شومة، عميد كلية الطب بجامعة المنصورة، أن الكلية حصلت على الاعتماد المؤسسي بعد استيفاء جميع معايير الجودة والتميّز الأكاديمي التي وضعها المجلس العربي للاختصاصات الصحية، لتصبح من أوائل الكليات المصرية المعتمدة كمراكز تدريب رسمية للبورد العربي، مشيرًا إلى أن هذا الاعتماد يمثل حافزًا لمواصلة تطوير برامج التدريب الطبي، وتوسيع الشراكات الأكاديمية مع الجامعات والمراكز الطبية العربية والدولية.

وأشار شومة إلى أن الكلية تستقبل حاليًا طلاب دراساتٍ عليا من 12 دولة عربية في أكثر من 18 تخصصًا طبيًّا معتمدًا، مما يعكس ثقة المؤسسات الطبية العربية في المستوى الأكاديمي المتميز الذي تقدمه جامعة المنصورة، ودورها المحوري في إعداد الكفاءات الطبية المؤهلة لخدمة المجتمعات العربية.
وتُعد المستشفيات والمراكز الطبية التابعة لجامعة المنصورة نموذجًا متكاملًا للرعاية الصحية في مصر والمنطقة، حيث تضم 13 مستشفى ومركزًا طبيًا متخصصًا بطاقة استيعابية تصل إلى 3500 سرير، ويعمل بها أكثر من 2400 طبيب من مختلف التخصصات. وتستقبل تلك المنشآت سنويًا نحو مليوني مريض، لتكون واحدة من أكبر منظومات الخدمة الطبية الجامعية في الشرق الأوسط. كما حصل سبعة مراكز طبية منها على شهادات الأيزو العالمية تقديرًا لتميزها الإداري والطبي.
وقد رسخت الجامعة مكانتها كـ "مدينة طبية متكاملة" تُعرف بـ قلعة الطب في مصر والعالم العربي، بما تمتلكه من خبرات في مجالات زراعة الأعضاء والجراحات الدقيقة، إذ تجاوزت عمليات زراعة الكُلى التي أجرتها الجامعة حاجز 3500 عملية، إضافة إلى أكثر من 1180 عملية زراعة كبد من متبرعين أحياء، ومئات العمليات النادرة في القلب المفتوح وزراعة القوقعة والقرنية.
وفي إطار التحول الرقمي الذي تنتهجه الدولة، حققت جامعة المنصورة نقلة نوعية في إدارة المستشفيات الجامعية من خلال تطبيق منظومة الحجز الإلكتروني وتفعيل نظام استدعاء الأطباء الذكي، بما يسهم في تسريع اتخاذ القرارات الطبية وتحسين جودة الخدمات المقدمة للمرضى. ويجسد هذا التطور الجهود المتواصلة لجعل الجامعة نموذجًا يحتذى به في الإدارة الطبية الحديثة، التي تجمع بين التعليم والبحث والخدمة المجتمعية.
وبذلك، يترسخ موقع جامعة المنصورة كأحد أعمدة الطب في مصر والعالم العربي، وكمركزٍ إقليميٍّ رائدٍ في التعليم الطبي التخصصي، يُسهم في إعداد جيلٍ من الأطباء العرب المؤهلين علميًا ومهنيًا لخدمة شعوب المنطقة وتحقيق رؤية التنمية المستدامة في القطاع الصحي.







