أحمديات | توحة في حارة أبو زيد (الجزء الثالث)

«أحـمـديات»: توحة في حارة أبو زيد (الجزء الثالث)

مقالات الرأي

 🖋️ يكتبها ـ أحمد
🖋️ يكتبها ـ أحمد زكى

مازالت الكلمة حائرة بين مفهوم لم يُقصد ومقصود لم يُفهم فاجعل كلمتك بسيطة حتى يُفهم مقصدها.

عادت توحة إلى منزلها سعيدة وفرحانة قبلت والدتها ووالدها وأخبرتهما أنها وجدت عملًا كبيرًا في مكان كبير مع جار قديم من الحارة اسمه كمال والذي عاد من الخارج وأقام مشروعًا كبيرًا وأنها ستكون معه في العمل بعد ثلاثة أيام وعليها أن تستعد وتجهز نفسها.

سعد والدها ووالدتها كثيرًا ودعوا لها بالتوفيق في عملها الجديد ونظرا إليها والدموع في عيونهما فهما يشفقان عليها من تحمل المسؤولية في هذا السن المبكر بسبب عجزهما وعدم قدرتهما على العمل لكنها كانت ترى في طموحها دافعًا يقلل من عبء المسؤولية.

خرجت توحة لشراء مستلزماتها الخاصة لتكون على أكمل وجه في العمل خاصة بعدما شعرت أن كمال صاحب العمل سيعتمد على مظهرها كثيرًا.

كان محمود الفتى الهادئ اليتيم يراقبها من بعيد في ذهابها وإيابها ينتظر أن يُكمل دراسته ويتخرج من كلية الهندسة قسم ميكانيكا سيارات ليحقق حلمه في إنشاء مركز صيانة للسيارات مع الأسطى بندق الذي يعمل معه في الورشة طوال فترة دراسته وكان يخطط أن يصارح توحة بحبه بعد التخرج.

في الحارة كانت أم محمود تنادي على توحة لتساعدها في محل البقالة الذي تملكه بعدما كبرت في السن وسافر أبناؤها للخارج ولم يعودوا بعد كما كان عم سيد يتمنى أن تعمل توحة مسؤولة عن الحسابات في فرن الحارة لأنها أمينة ومن أسرة محترمة لكنه كان يعلم أن طموح توحة أبعد من ذلك.

في اليوم الثالث ارتدت توحة ملابسها الجديدة وهيأت نفسها للعمل ونزلت من بيتها الصغير في الحارة الصغيرة وما إن شاهدتها أم محمود حتى قالت ما شاء الله كبرتي يا توحة وبقيتي عروسة على فين يا بنتي قالت لها بابتسامة سريعة دعواتك يا أم محمود أول يوم شغل ردت أم محمود يسعدك يا بنتي خدي بالك من نفسك.

وبينما كانت تسير لمحها عم سيد أمام الفرن فاستغرب مظهرها الجديد وسألها خير يا توحة رايحة فين قالت له بسرعة خير يا عم سيد رايحة الشغل ادعيلي فرد بصوت ضعيف ربنا يوفقك يا بنتي خدي بالك من نفسك ثم سألها أبوكي وأمك عارفين نظرت له بنظرة عتاب وقالت طبعا يا عم سيد وتحركت مسرعة إلى الشارع لتستقل وسيلة المواصلات إلى العمل القريب من الحارة.

وعند ناصية الشارع كان محمود يقف منتظرًا الأتوبيس في طريقه إلى الجامعة لأداء امتحانات نهاية العام وما إن رآها بهذا الجمال وهذه الملابس التي أبرزت أنوثتها لم يتمالك نفسه شعر بغيرة ابن الحارة على بنتها وجارته التي يكن لها مشاعر دفينة فتوجه نحوها بسرعة قائلا على فين يا توحة لابسة ومتشيكة كده وسايبة أبوك وأمك في البيت لوحدهم.

تماسكت توحة وردت بحدة خليك في مذاكرتك يا محمود ذاكر عشان تنجح وادعيلي ده أول يوم شغل وبين الغضب والحب صمت محمود شعر بالحيرة فهو أمام امتحانات التخرج وأمام توحة التي يحبها والتي شعر أنه سيفتقدها.

ذهبت توحة مسرعة وتركته في حيرته وتوجهت إلى عملها الجديد لمقابلة الأستاذ كمال والتعرف على طبيعة عملها.

يتبع..

قرمشة

حوائط الصد تتساقط
وأعمدة الشر تتزايد
والأرض هشة وفي ظاهرها متماسكة
والباقي شعرة.

تحياتي ومن عندياتي.