«ارتفاع عدوى الجدري المائي في مدارس المنوفية إلى 24 طفلًا… كل ما يجب أن تعرفه العاملون والأهالي»
«إنذار صحي» في مدارس المنوفية – ارتفاع إصابات الجدري المائي إلى 24 حالة بقرية جروان

في تطور لافت، تمّ رصد نحو 24 حالة إصابة بمرض الجدري المائي في مدرسة مدرسة الشهيد أحمد سالم البيومي الابتدائية بقرية جروان، التابعة لمركز الباجور في محافظة المنوفية، حيث بدأت الحصيلة بـ12 حالة ثم ارتفعت إلى 24 حالة خلال أيام قليلة.
وقد جاء التحرك السريع من جهات الصحة والتعليم لتطويق الموقف، وعزل الحالات، والكشف على باقي الطلاب، مع التأكيد على أن الوضع تحت السيطرة حتى الآن.
ما هو الجدري المائي-؟
الجدري المائي هو عدوى فيروسية تنتج عن فيروس يُعرف بـفيروس الحماق النطاقي (Varicella Zoster Virus)، وتتميّز بطفح جلدي يشبه البثور. يصيب غالبًا الأطفال، لكنه قد يُصيب البالغين أيضًا. المرض شديد العدوى، رغم أن انتشار العدوى أصبح أقل بفضل وجود لقاح فعال.
فترة الشفاء المعتادة تتراوح بين 10 إلى 14 يومًا لدى الحالات البسيطة.
الأعراض التي يجب التنبه لها
عادةً تظهر الأعراض بترتيب تقريبي يتضمّن:
حمى خفيفة وغير مرتفعة بشدة.
شعور عام بالإرهاق، وصداع، وألم في المعدة مع فقدان للشهية.
طفح جلدي شديد الحكة، يبدأ بظهور نتوءات صغيرة (حُطاطات) ثم يتحول إلى بثور مملوءة بسائل أبيض، وبعدها تتكوّن قشور.
وجود بقع على البشرة قد تتقشّر وتختفي تدريجيًا.
من المهم ملاحظة أن البعض قد يتلقّى اللقاح ضد الجدري المائي ويُصاب رغم ذلك، إذ أن فعالية اللقاح ليست مضمونة بنسبة 100%.
كيف ينتشر؟
طرق انتقال المرض تشمل:
الاتصال المباشر بشخص مصاب بالجدري المائي أو بمحتوى البثور.
استنشاق الهواء القريب من شخص يُعطس أو يسعل حاملًا للفيروس.
ملامسة السوائل التي تخرج من عين أو أنف أو فم المصاب.
ومن الجدير بالذكر أن مدة الحضانة قد تمتد من نحو 10 إلى 21 يومًا، والعدوى قد تبدأ قبل ظهور الطفح بواحد إلى يومين، وتستمر حتى تجف جميع البثور
العلاج والإجراءات المقترحة
العلاج الأساسي يعتمد على الراحة والدعم، حيث يتعافى أغلب الأطفال خلال أسبوعين تقريبًا، لكن هناك خطوات يمكن اتباعها لتخفيف الأعراض والحد من انتقال العدوى:
الحصول على قسط كافٍ من الراحة وتناول السوائل بكميات كافية لتجنّب الجفاف.
استخدام قطعة قماش باردة ورطبة على الطفح الجلدي لتخفيف الحكة.
تذكير الطفل بعدم خدش البثور، وقص الأظافر لتفادي تضرّر الجلد وانتشار العدوى.
وضع ماء فاتر أو بارد على جسم الطفل لتخفيف الانزعاج.
مراجعة طبيب الأمراض الجلدية أو طبيب الرعاية الأولية في حال ظهور مضاعفات أو علامات عدوى ثانوية أو انتشار الطفح لأجزاء حساسة من الجسم مثل العين.
ثلاث مراحل للوقاية من انتشار المرض
المرحلة الأولى – الكشف المبكر والعزل: عند ملاحظة أول حالة إصابة، يجب سرعة عزل الطالب المصاب (كما حصل في قرية جروان) وإبلاغ الجهات المختصة بالمدرسة والصحة.
المرحلة الثانية – الإجراءات البيئية والتوعوية: تعقيم الفصول، تهوية الغرف، توفير التوعية لأولياء الأمور والطلاب بطرق انتقال العدوى وأهمية النظافة الشخصية، والتأكيد على عدم إرسال الطالب المصاب للمدرسة حتى تمام الشفاء.
المرحلة الثالثة – التطعيم والمناعة المجتمعية: تشجيع تلقي لقاح الجدري المائي للأطفال الذين لم يتلقّونه، ومتابعة حالة المناعة في المدارس والمراكز الصحية، مع الحرص على تطعيم العاملين في دور الحضانة أو المدارس إن لم يكونوا محصّنين.
في ظلّ ارتفاع الحالات إلى 24 طالبًا في مدرسة واحدة، يُوصى أولياء الأمور والمدرسين بالتعاون الكامل مع الجهات المعنية، ومنع انتشار العدوى داخل المدارس من خلال الالتزام بالإجراءات المذكورة أعلاه. المدرسة والمنزل يجب أن يعملان كفريق واحد للحفاظ على سلامة الأطفال. وبهذا نضمن أن العودة للدراسة ستكون أكثر أمانًا وأقل خطرًا.