قدر واحد جمعهما في الحياة والموت.. وفاة كابتن أمين داخل الملعب الذي شهد رحيل ابنه حارس المرمى ببورسعيد

توفي اليوم الكابتن أمين، مدرب حراس المرمى بملعب السلام في بورسعيد، إثر أزمة قلبية مفاجئة أثناء إشرافه على تدريب الحراس داخل الملعب، في واقعة مأساوية أعادت إلى الأذهان وفاة نجله أحمد أمين، حارس مرمى فريق الرباط والأنوار، الذي توفي منذ عدة شهور داخل الملعب نفسه عقب انتهاء مران فريقه.
وقال شهود عيان إن الكابتن أمين كان كعادته يدرّب الحراس بحماس ويشجعهم، قبل أن يجلس في منتصف الملعب ويشكو من ضيق تنفس، ثم قال لزميله كابتن وائل حامد: «أنا خلاص كده الحمد لله»، وردد الشهادة خمس مرات، ليسلم روحه إلى بارئها وسط ذهول اللاعبين قبل وصول سيارة الإسعاف.
وأكد المقربون منه أنه منذ وفاة نجله يعيش في حالة حزن دائم، لم تفارقه ذكرى أحمد يومًا، وكان يردّد دومًا: «نفسي أروح له»، موضحين أنه زار قبره صباح اليوم وكتب على حسابه الشخصي منشورًا مؤلمًا قال فيه: «الحزن بيموت.. وحشتني يا أحمد، والله محتاجك يا بني»، وكأنه كان يودّعه قبل الرحيل.
وسادت حالة من الحزن العميق بين أهالي بورسعيد والوسط الرياضي عقب سماع الخبر، مؤكدين أن القدر جمع الأب بابنه في المكان ذاته الذي أحباه، داخل المستطيل الأخضر الذي شهد لحظات عطائهما مع كرة القدم، ليختم الأب حياته كما خُتمت حياة ابنه، في الملعب نفسه الذي جمعهما في الدنيا ورحلة الأبد.