وقف إطلاق النار في غزة.. إعادة تفعيل والمساعدات تدخل يوم الاثنين

أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي مساء الأحد عن بدء إعادة تطبيق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وذلك بعد أسابيع من التصعيد العسكري الذي شهد مواجهات عنيفة وغارات متواصلة على مناطق متفرقة من القطاع. وجاء الإعلان، وفق ما نقلته قناة القاهرة الإخبارية، في إطار تفاهمات جديدة برعاية دولية تهدف إلى تهدئة الأوضاع الميدانية وفتح المجال أمام إدخال المساعدات الإنسانية العاجلة للسكان المتضررين.
ترقٌّب وتوعُّد
وأكد المتحدث باسم جيش الاحتلال أن "الجيش سيواصل مراقبة الوضع عن كثب، وسيرد بقوة على أي خرق لوقف إطلاق النار"، مشيرًا إلى أن الهدف الأساسي من القرار هو منع مزيد من التصعيد وتمكين الجهود الإنسانية من الوصول إلى مستحقيها.

وفي تصريح موازٍ، قال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس إن "حركة حماس ستتعلم درسًا قاسيًا، وأن الجيش لن يتهاون في حماية جنوده أو السماح بأي تهديد أمني"، في إشارة إلى استمرار التحفّظ الإسرائيلي تجاه نيات الحركة رغم الاتفاق المؤقت.
من جهتها، نقلت صحيفة واشنطن بوست عن مصادر في منظمات الإغاثة الدولية أن تسليم المساعدات الإنسانية إلى غزة سيُستأنف يوم الاثنين، بعد توقف دام عدة أيام نتيجة إغلاق المعابر واشتداد القصف. وتشمل المساعدات المنتظرة المواد الغذائية الأساسية، والمياه، والأدوية، والوقود اللازم لتشغيل المستشفيات ومحطات الكهرباء.
وكانت القيادة السياسية الإسرائيلية قد قررت في وقت سابق تعليق دخول المساعدات إلى القطاع، وإغلاق جميع المعابر، عقب تصاعد العمليات الميدانية، مما أدى إلى تفاقم الأزمة الإنسانية. وخلال تلك الفترة، شنت طائرات الاحتلال عشرات الغارات التي أسفرت عن استشهاد وإصابة عدد من الفلسطينيين، وتدمير منازل وبنى تحتية في مناطق عدة من القطاع.
فتح نافذة أمل واستكمال
ويُتوقع أن تُسهم إعادة تفعيل وقف إطلاق النار في فتح نافذة أمل جديدة لسكان غزة الذين يعانون من أوضاع إنسانية صعبة، وسط دعوات دولية متزايدة لضمان التزام الطرفين بالاتفاق، وتجنب العودة إلى دائرة العنف. كما يأمل مراقبون أن يكون هذا التطور خطوة تمهيدية نحو تهدئة طويلة الأمد تتيح استئناف مفاوضات سياسية أوسع برعاية الأمم المتحدة ومصر وقطر.
وبرغم هشاشة الهدنة، يرى محللون أن وقف إطلاق النار الحالي يمثل اختبارًا حقيقيًا لقدرة الأطراف على كبح التوتر وإعطاء الأولوية للجانب الإنساني، في وقت تتزايد فيه الحاجة إلى حلول دائمة تضع حدًا لمعاناة سكان القطاع المستمرة منذ سنوات.