السينما المصرية تُضيء ذاكرة النصر في ندوة بكلية الآداب – جامعة عين شمس

نظّمت كلية الآداب بجامعة عين شمس ندوة بعنوان «القيم الأخلاقية المستفادة من حرب أكتوبر من خلال السينما المصرية»، وذلك ظهر الأحد 19 أكتوبر 2025 بمدرج غربال بكلية الآداب.
جاءت الندوة تحت رعاية الدكتور محمد ضياء زين العابدين رئيس الجامعة، والدكتورة غادة فاروق نائب رئيس الجامعة لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، والدكتورة حنان كامل عميدة كلية الآداب، وبإشراف وتنسيق الدكتورة حنان سالم وكيل الكلية لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة.
استهلت الفعالية بعرض مجموعة من المشاهد السينمائية المختارة من فيلمي «الرصاصة لا تزال في جيبي» و«الممر»، عكست مراحل ما قبل الحرب وأثناءها وما بعدها، وجسدت قيم التضحية والانتماء والصمود التي ميّزت روح الجندي المصري.
عقب العرض، رحّبت الدكتورة حنان سالم بالحضور والدكتور فريد حسن الأنور، موجّهة إليه الشكر على مشاركته المتميزة واختياره الدقيق للأفلام المعروضة، مؤكدة أن هذا الاختيار يعكس وعيًا فنيًا ووطنيًا عميقًا، لما له من أثر كبير في توثيق الوجدان الجمعي للشعب المصري.
وأشارت إلى أن الفن، حين يلامس الحقيقة التاريخية، يصبح أداة فاعلة في ترسيخ القيم الوطنية وبناء وعي الأجيال الجديدة، مؤكدة أن الدراما المصرية كانت ولا تزال مرآة لوجدان الشعب في لحظات الانكسار والانتصار، وصوتًا صادقًا يعبر عن ضمير الوطن.
عقب ذلك، قدّم الدكتور فريد حسن الأنور، المسرح بقسم الحضارة واللغات الأوروبية القديمة، عرضًا تحليليًا للمشاهد التي تم استعراضها من فيلم الرصاصة لا تزال في جيبي، مستعيدًا مع الحضور من الطلاب وأعضاء هيئة التدريس لحظات من التاريخ الحي عبر الشاشة.
وأوضح الدكتور الأنور أن شخصية الجندي محمد في الفيلم تمثل رمزًا للجندي المصري بقوته وصلابته وإصراره على النصر، في حين تجسّد شخصية فاطمة صورة الوطن الأم بكل ما تحمله من حنان وصبر وانتماء، مؤكدًا أن كل شخصية في العمل كانت مرآة لوجه من وجوه المجتمع المصري خلال سنوات الحرب، وما تركته من أثر عميق في الوجدان الوطني.
كما تناول فيلم «الممر» بالتحليل، متوقفًا عند ما صوّره من أجواء ما بعد نكسة 1967، وكيف عبّرت الدراما عن مشاعر الألم والإحباط، ثم تحوّلها إلى طاقة تحدٍ وإصرار مهّدت لانتصار أكتوبر المجيد، في ملحمة أكدت أن الهزيمة لا تليق بالمصريين.
وفي ختام الندوة، قامت الدكتورة حنان سالم بتكريم الأستاذ الدكتور فريد حسن الأنور تقديرًا لمشاركته وتحليلاته العميقة، وسط تفاعل لافت من الطلاب وأعضاء هيئة التدريس الذين عبّروا عن فخرهم بتلك الفعالية التي جمعت بين الفن والتاريخ، ورسخت في نفوسهم قيم البطولة والانتماء، واختتمت بالتقاط الصور التذكارية تخليدًا لتلك اللحظة المضيئة في ذاكرة الكلية.
