عاجل- طقس روحاني غير معتاد في القدس.. مستوطنون يرفعون الدجاجة للتكفير عن ذنوبهم

شهدت مدينة القدس المحتلة في الأيام الأخيرة مشهدًا غريبًا وغير معتاد ضمن فعاليات عيد الغفران العبري، حيث اصطف مجموعة من المستوطنين في طوابير منتظمة، انتظارًا لدورهم لرفع دجاجة فوق رؤوسهم، اعتقادًا بأن ذنوبهم تنتقل إلى الحيوان، وفقًا للتقاليد الدينية القديمة التي يمارسها بعض اليهود خلال هذا الاحتفال.
عيد الغفران أو "يوم كيبور" هو أحد أهم الأعياد الدينية اليهودية، ويخصص للتوبة والمغفرة والتقرب إلى الله، ويشهد صلوات وصومًا وطقوسًا خاصة، بهدف تطهير النفس من الذنوب والمعاصي التي ارتكبها الشخص على مدار العام.
وفي هذه السنة، أظهر بعض المستوطنين ممارسة طقس "الذبح الرمزي للدجاجة" كجزء من الطقوس التقليدية للتكفير عن الذنوب، حيث يُعتقد أن رفع الدجاجة فوق الرأس ومن ثم إطلاقها يُحوّل الذنوب إلى الحيوان.
وشهدت شوارع القدس القديمة اصطفاف المستوطنين أمام مناطق محددة لممارسة الطقس بحذر، مع وجود مراقبة دينية لضمان الالتزام بالتقاليد، بينما تداولت وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي صورًا للمستوطِنين وهم يحملون الدجاجات فوق رؤوسهم، في مشهد أثار دهشة الزوار والسياح الذين تواجدوا في المدينة خلال عطلة العيد.
وأكد بعض رجال الدين اليهود أن هذا التقليد، الذي يُعرف باسم "الكابارا"، يمتد لقرون طويلة ويعتبر من الطقوس الروحية الرمزية للتطهر من الخطايا، مشيرين إلى أن الهدف الرئيسي ليس إيذاء الحيوان، بل اعتباره وسيلة رمزية لتحويل الذنوب.
وأوضحوا أن العيد هذا العام شهد مشاركة أعداد كبيرة من المستوطنين في القدس القديمة، وهو ما يعكس التمسك بالتقاليد الدينية وسط التحديات المعاصرة.
ومن جانبه، أعرب بعض الزوار عن دهشتهم من الطقس، واصفين المشهد بأنه مزيج من الغرابة والتقوى الدينية، فيما اعتبره آخرون مناسبة لفهم طبيعة الممارسات اليهودية التقليدية وتقدير عمقها الروحي، رغم غرابتها في أعين البعض.
ويستمر عيد الغفران لمدة يوم كامل من الصوم والصلوات، ويعد هذا الطقس جزءًا من الاحتفالات الكبرى التي تشمل التكفير عن الذنوب، التوبة، طلب المغفرة، والعبادة المكثفة.
ويشارك فيه عادة كبار السن والشباب على حد سواء، تعبيرًا عن رغبتهم في تنظيف النفس والتقرب من الله وفق المعتقدات الدينية اليهودية.
يذكر أن هذه الاحتفالات تأتي في ظل حالة توتر ديني وسياسي مستمرة في المدينة المقدسة، حيث تتداخل الممارسات الدينية مع السياحة والزيارات الدولية، مما يجعل القدس مسرحًا لتنوع ثقافي وديني واسع، يعكس التراث العميق للصراعات الدينية والسياسية في المنطقة.