عبدالغفار: الذكاء الاصطناعي تحول كوني يتطلب الاستثمار في رأس المال البشري

أخبار مصر

الدكتور خالد عبدالغفار
الدكتور خالد عبدالغفار

أكد الدكتور خالد عبدالغفار، وزير الصحة والسكان نائب رئي مجلس الوزرا للتنمية البشرية  ووزير التعليم العالي والبحث العلمي الأسبق، أن الذكاء الاصطناعي لم يعد مجرد تكنولوجيا حديثة، بل أصبح تحولًا جذريًا يشمل مختلف جوانب الحياة اليومية، موضحًا أن التنمية البشرية هي العامل الحاسم في تمكين الدول من الاستفادة الحقيقية من هذه الثورة الرقمية. 

جاء ذلك خلال كلمته في الجلسة الأولى من مؤتمر جامعة القاهرة للذكاء الاصطناعي، الذي يُعقد تحت رعاية كريمة من دولة رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، والدكتور أيمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي، والدكتور محمد سامي عبدالصادق رئيس جامعة القاهرة، وبحضور عدد من الوزراء ومحافظي القاهرة والجيزة، ونخبة من العلماء والخبراء في مجال التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي.

وأشار عبدالغفار إلى أن مسيرة الذكاء الاصطناعي بدأت منذ خمسينيات القرن الماضي، وشهدت تطورًا ملحوظًا عبر مراحل متعددة، من التنافس العلمي الشريف بين الدول، إلى الثورة التطبيقية التي انطلقت في عام 2010 عقب التوسع في استخدام الأنظمة الذكية وتكاملها مع الحياة اليومية. وأضاف أن عام 2025 يمثل نقطة تحول تاريخية، إذ أصبح الذكاء الاصطناعي بمثابة “الكهرباء الجديدة” التي تتغلغل في جميع القطاعات الإنتاجية والخدمية والعلمية.

وأوضح الوزير أن التكنولوجيا لم تعد رفاهية، بل تحولت إلى بنية تحتية أساسية تعتمد عليها الاقتصادات الحديثة، لافتًا إلى أن الدول التي لا تمتلك كوادر بشرية مدربة ومؤهلة في هذا المجال ستجد نفسها خارج نطاق المنافسة الدولية. وقال إن غياب المهارات الرقمية والقدرة على التعامل مع أدوات الذكاء الاصطناعي يمثل خطرًا حقيقيًا على مستوى الأفراد والمؤسسات، لأن المهارة أصبحت أحد أهم معايير البقاء في سوق العمل.

وأكد عبدالغفار أن التحدي الحقيقي لا يكمن فقط في مواكبة التطور التكنولوجي، بل في الاستخدام العادل والمسؤول للذكاء الاصطناعي بما يضمن تحقيق المصلحة العامة وحماية الخصوصية والبيانات الشخصية. وشدد على أن تنظيم هذا القطاع يتطلب رؤية شاملة تتبناها الدولة بمشاركة جميع الجهات المعنية، مشيرًا إلى أهمية البدء من التعليم الأساسي مرورًا بالمراحل الإعدادية والثانوية وحتى الجامعية، بحيث تصبح مناهج الذكاء الاصطناعي جزءًا من تكوين الطالب منذ الصغر.

وختم كلمته بالتأكيد على أن مستقبل التنمية مرتبط بقدرة الإنسان على التكيف بمرونة مع هذا التحول الرقمي، وأن الذكاء الاصطناعي لا يُقصي الإنسان بل يمنحه أدوات جديدة للابتكار والإبداع، إذا أحسن توجيهه وتوظيفه لخدمة الإنسان والمجتمع.