الإسماعيلية تحتفل بعيدها القومي الـ 74

محافظات

الإسماعيلية تحتفل
الإسماعيلية تحتفل بعيدها القومي الـ 74

تحتفل محافظة الإسماعيلية في السادس عشر من أكتوبر من كل عام بعيدها القومي، تخليدًا لذكرى المقاومة الشعبية ضد الاحتلال البريطاني عام 1951، حين انتفض أبناء المدينة من طلبة مدرسة الإسماعيلية الثانوية (السادات حاليًا) في مواجهة معسكرات الإنجليز، في مشهد سجله التاريخ كأحد أبرز ملاحم الكفاح الوطني.

يُعد يوم 16 أكتوبر رمزًا لتلاحم الشعب المصري — من مواطنين وعمال وطلبة وفدائيين — ضد الاحتلال الإنجليزي، حيث خرج طلاب المدرسة في مظاهرات حاشدة بعد إلغاء معاهدة 1936، وانضم إليهم عمال مصنع الكوكاكولا وعدد من العاملين بالشركات الأجنبية. وتصاعد الغضب الشعبي بإحراق مول "النافي" (الجمعية التعاونية البحرية للإنجليز) الذي كان يقع بميدان عرابي، في إشارة واضحة لرفض الوجود البريطاني داخل المدينة.

ويقع ميدان عرابي — الذي شهد تلك الأحداث — بين شارع الحرية شمالًا وشارع عرابي شرقًا ومحطة السكة الحديد غربًا، بينما يحده من الجنوب موقع فندق إيزيس الحالي. وكان يُعرف قديمًا باسم *ميدان الملكة نازلي* بعد حفر قناة السويس، حتى تغيّر اسمه عقب ثورة 23 يوليو 1952 إلى "ميدان عرابي"، ووُضع به تمثال الزعيم الوطني أحمد عرابي في منتصفه.

أما كلمة "نافي" فتعني "البحرية"، إذ كانت المنشأة مقرًّا لتجمع جنود البحرية الملكية البريطانية وأسرهم في قاعدة قناة السويس، حيث تضم محلات وكافيتريات وبارات تخدم الجنود، مما جعلها رمزًا للوجود الأجنبي في المدينة.

ومن الجدير بالذكر أن الإسماعيلية كانت تحتفل سابقًا بعيدها القومي في 25 ينايرمن كل عام، إلا أن الموعد تغيّر منذ عام 2016 إلى 16 أكتوبر، حتى لا يتعارض مع احتفالات ثورة يناير وعيد الشرطة، وليعود التاريخ الرسمي للاحتفال إلى ذكرى نضال أبنائها ضد الاحتلال.

يُعد النادي الإسماعيلي واحدًا من أعرق أندية كرة القدم في مصر والعالم العربي، حيث تأسس عام 1924، ليصبح أول نادٍ مصري يُنشأ في منطقة قناة السويس. يشتهر الفريق بلقبه "الدراويش"، وبأسلوب لعبه الممتع الذي يعتمد على المهارة والسرعة والجماعية، ما جعله يحظى بجماهيرية واسعة داخل مصر وخارجها. ويُعد الإسماعيلي من الأندية القليلة التي استطاعت كسر هيمنة الأهلي والزمالك على البطولات المحلية، حيث فاز ببطولة الدوري المصري ثلاث مرات، وبكأس مصر مرتين.

ويُعتبر النادي الإسماعيلي رمزًا للانتماء والصمود، خصوصًا خلال فترات العدوان الثلاثي وحرب الاستنزاف، حين كان لاعبوه وجماهيره نموذجًا للوطنية والدعم الشعبي. كما كان أول فريق مصري يتوّج ببطولة قارية بعد فوزه بدوري أبطال إفريقيا عام 1969، ليكتب اسمه بحروف من ذهب في تاريخ الكرة المصرية. ويستمر الدراويش حتى اليوم في تخريج المواهب وتقديم كرة قدم جميلة تعكس روح الإسماعيلية العريقة.