مديحة في حارة أبو زيد الجزء الثاني
«أحمديات»: مديحة في حارة أبو زيد الجزء الثاني

مازالت الكلمة حائرة بين مفهوم لم يقصد ومقصود لم يفهم فاجعل كلمتك بسيطة حتى يفهم.
طموح توحة كان كبير فجمالها وأنوثتها كانا طاغيين عليها ورفضت كل العروض من أبناء حارتها للعمل معهم وشعرت أنها لن تجد غايتها في الحارة.
كان محمود جارها من أسرة فقيرة طالب في نهائي كلية الهندسة تخصص سيارات يعمل في ورشة للسيارات بالحارة ويجتهد في المذاكرة ليكسب رزقه ويدفع مصاريف تعليمه كان معجبًا جدًا بتوحة ودائمًا ينظر إليها نظرات الإعجاب ولكنها لم تبادله أي نظرة وكانت تشفق عليه من المجهود الذي يبذله.
قررت توحة الخروج من الحارة بعد أن أبلغتها صديقتها أن لهم جارًا في الحارة اسمه كمال سافر إلى الخارج لتكوين نفسه من فترة وعاد وفتح مطعمًا كبيرًا وكافية في وسط المدينة وأصبحت حالته المادية ميسورة.
توجهت توحة مباشرة إلى العنوان لمقابلة كمال وقبل أن تدخل شاهدها كمال وتابع هذه الفتاة الجميلة الرشيقة التي تدخل بمفردها وبثقة كبيرة وتسأل عن صاحب المطعم والكافية وإذا بفرد الأمن يأخذها ويتوجه بها إلى الأستاذ كمال وقال له الأستاذة بتسأل على حضرتك فابتسم كمال ونظر نظرة عميقة إلى الفتاة الجميلة وسألها من أنت وماذا تريدين من صاحب المكان.
تبعثرت توحة فإذا بها فجأة أمام كمال فعرفته بنفسها فهي ابنة حارة أبو زيد وما إن ذكرت الحارة تذكرها بسرعة وقال لها أنت مديحة الصغيرة ويدلعوك بيقولوا لك يا توحة سعدت توحة كثيرًا لأنها كانت تخشى أن يكون كمال لا يحب الحارة أو نسي أهلها.
أعطاها ذلك الفرصة لتبدأ سريعًا في إخباره عن سبب حضورها ورغبتها في العمل للحصول على دخل يساعدها في نفقات رعاية والدها ووالدتها اللذين كبرا ويحتاجان إلى رعاية كاملة وأنها تركت دراستها للتفرغ لهما وحكت له قصتها.
نظر إليها كمال ليرى جمالها وأنوثتها وقال لها يا بنت الحارة لا مانع ولكنك ستحتاجين إلى تجهيزات وتدريبات كثيرة فقد وجدت فيك وظيفة مناسبة لك ولنا سعدت توحة كثيرًا وقالت له أنا تحت أمرك شوف حضرتك نبدأ من إمتى.
قام كمال بإخراج مبلغ مالي كبير من جيبه وأعطاه لتوحة وقال لها اشتري الملابس الجديدة واذهبي إلى مركز التجميل وجدي من مظهرك وأعطاها مهلة ثلاثة أيام وأبلغها أنه ينتظرها.
يتبع..
إلى اللقاء في الجزء الثالث.