كلام الله خير الختام.. المستشار "حنفي الجبالي" يختتم رئاسته "النواب" بآية من آخر سورة الحج

اختُتمت الجلسة العامة لمجلس النواب، اليوم الخميس، التي شهدت الموافقة النهائية على قانون الإجراءات الجنائية بعد مناقشات مطوّلة وجدال واسع حول المادة (105). وقد تميّزت الجلسة بلحظات من الجدل الدستوري الرفيع، عبّر خلالها النواب عن حرصهم على صون مبادئ الدستور والحفاظ على التوازن بين سلطات التحقيق وضمانات الدفاع.
وفي ختام الجلسة ودور الانعقاد، ومع اقتراب نهاية رئاسته للمجلس في هذا الفصل التشريعي، اختار المستشار الدكتور حنفي جبالي أن يختم أعماله بتلاوة قول الله تعالى من آخر سورة الحج:
"الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ ۗ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ"
في مشهد مؤثر حمل رسالة رمزية عميقة، أكّد من خلالها أن التمكين في مواقع المسؤولية غايته العدل والإصلاح والعمل للخير العام، وأن عاقبة الأمور جميعها إلى الله. جاءت الآية مسك ختامٍ لمرحلةٍ برلمانية مهمة، وبدايةً لدورةٍ جديدة تُستكمل فيها مسيرة العمل الوطني والدستوري تحت مظلة الحوار والاحترام المتبادل.
وشهدت الجلسة نفسها مناقشات ساخنة حول المادة (105)، حيث دعا النائب ضياء الدين داوود رئيس المجلس إلى النزول من المنصّة لعرض رأيه الدستوري بشأن تعديل المادة التي تتيح لعضو النيابة التحقيق مع المتهم دون حضور محامٍ في حالات الضرورة. وأكد داوود رفضه لهذا الاستثناء لمخالفته للمادة (54) من الدستور، مشيدًا بإدارة المستشار جبالي للمجلس وتوفيره مساحة متوازنة بين الأغلبية والمعارضة، داعيًا إلى الحفاظ على المكتسبات الدستورية وصون القواعد القانونية التي تضمن عدالة التحقيق ومشروعية الإجراءات.