«أحمديات».. قصة فتاة مديحة في حارة أبو زيد

اسمها مديحة ويلقبونها توحة
فتاة صغيرة تعيش في منزل صغير مع والديها في حارة أبو زيد حارة صغيرة ضيقة يعيش بها العديد من الأسر. والعائلات التي نشأت مع بعضها وعاشت مع بعض لعقود من الزمن وفي الحارة بعض الورش والمحلات الصغيرة لخدمة أهل الحارة بمنطقة شعبية قديمة.
والد توحة عامل باليومية ووالدتها عاملة نظافة يعملان ويكدان في حياتهما من أجل تربيتها وتعليمها.
توحة كانت فتاة صغيرة جميلة ومحبوبة من أهل الحارة يعطفون عليها دائما ويشجعونها في تحمل مسؤولياتها ومعاونة والديها على قسوة الحياة وأن تجتهد في دراستها لتكون سندا لهما في كبرهما.
دارت الأيام ولم يستطع الوالد العمل لكبر سنه فجلس في البيت بعد أن منعته صحته من القدرة على العمل وأصبحت والدتها هي العائل للأسرة واضطرتها الظروف لتعمل عملا إضافيا بدلا عن زوجها لاستكمال المصروفات اللازمة للحياة وتربية ابنتهما.
إلى أن كبر سنها وتدهورت حالتها الصحية ولم تقدر على مواصلة المشوار توحة كبرت ونضجت وازداد جمالها فقد أنهت التعليم المتوسط وكانت تتمنى أن تكمل تعليمها إلا أن الظروف منعتها من استكمال دراستها وفرض عليها أن تتحمل المسؤولية عن والديها مبكرا بعد أن وهنا وأصبحا جليسي البيت.
بدأ أهل الحارة عرض إمكانياتهم لمساعدة توحة نادت عليها أم محمود سيدة كبيرة تقف في محل صغير بالحارة لبيع الجبن والعيش وحلويات الأطفال تسترزق لكسب قوت يومها وقالت لها يا بنتي ما تيجي تقفي معايا في المحل تساعديني وتبقي قريبة من والديك ونسترزق مع بعضنا.
طموح توحة كان كبيرا نادى عليها عم سيد الفران وأبلغها أنه يريدها أن تعمل معه وتدير الحسابات بالفرن وتبقى قريبة وماتبعدش عن أهلها وتكون وسطهم لكن طموح توحة أكبر.
وتوالت العروض على توحة إلى أن يتبع.
قرمشة
كن في الحياة هادئا فتعطيك الحياة زخما ولا تكن في الحياة صاخبا فتعطيك الحياة سخطا.
لا تقل حظا فالحظ لا يسعى إلا لمجتهد
لا تعش كسولا فالرزق يحتاج سعيا.
إلى اللقاء..