محمد فضل الله يكتب: لماذا إنفانتينو في شرم الشيخ؟

في لحظةٍ استثنائية تحاكي الحد الفاصل بين السياسة والرياضة، وطد وجود رئيس الفيفا جياني إنفانتينو في شرم الشيخ مع قمة السلام، رمزية جديدة لا تُستهان بها، فحين يصل قائد مؤسسة رياضية عالمية إلى ساحة تفاوض سياسية، فإنها من المؤكد رسالة قوية بل إنها تأكيد على أن الملاعب ليست معزولة عن هموم الشعوب، بل هي مسرح للآمال والتواصل، إن وصوله إلى قمة السلام يُقرأ كإشارة قوية إلى دور الرياضة — ولو الرمزي — في الدعوة إلى التقارب، التواصل، ومحاولة بناء جسور تتجاوز الانقسامات، وفي السياق التالي تحليل تفصيلي لهذا الشأن:-
أولًا:- موقف إنفانتينو تجاه السلام
وفق التقارير التي أوردها موقع ( The New Arab)، فإن إنفانتينو سبق أن صرّح بأن “كرة القدم لا تحلّ المشاكل الجيوسياسية وحدها، لكنها يمكن أن تساهم في التقريب والتواصل.”، فبهذا القول يحاول إنفانتينو أن يرسّخ فكرة أن الرياضة ليست بديلًا للسياسة، لكن يمكنها أن تكون عاملًا مساعدًا في بناء الثقة وتقريب المواقف.
ثانيا:- دوافع المشاركة في القمة، فهناك عدة احتمالات لسبب حضور إنفانتينو للقمة:
(١)- رسالة رمزية ودبلوماسية، حيث أن حضور رئيس الفيفا يُعطي بُعدًا رمزيًا للحدث، مفاده أن السلام ليس فقط مهمة قادة الدول، بل يحتاج إلى دعم معنوي من المؤسسات العالمية في شتى المجالات.
(٢)- فتح قنوات تواصل رياضية، فقد يسعى إنفانتينو إلى استكشاف فرص لإطلاق مشاريع رياضية في الدول التي خرجت من أزمات، كمبادرات لإعادة إعمار البنى التحتية الرياضية.
(٣)- توسيع الشبكة الدبلوماسية، فقد تُفتح أمامه فرص اجتماعات ثنائية مع زعماء أو مسؤولين، لبحث التعاون في المجالات الرياضية أو الإغاثة المجتمعية، إن صحت بعض التقارير غير المؤكدة.
(٤)- الأبعاد المحتملة لما بعد القمة، حيث إذا تمت مشاورات فعلية بينه وبين مسؤولين دوليين، قد تُطرح مشروعات لإعادة تأهيل الملاعب أو تأسيس أكاديميات رياضية في مناطق النزاع، كجزء من برامج التنمية والسلام، وقد يسعى إلى إطلاق مبادرات رياضية تجاوزية مستدامة (مثل دورات وصالات متعددة الجنسيات في مناطق النزاع ) لتعزيز التلاقي بين الشباب من أطراف النزاع، وقد يستثمر في الشراكات مع المنظمات الدولية والإغاثية لتوجيه الرياضة كمكوّن في بناء السلام (sports for peace).
في النهاية، إن حضور جياني إنفانتينو إلى شرم الشيخ لا يقتصر على كونه زائرًا فخريًا، بل يمثل تجسيدًا للتحدّي الذي يواجهه العالم، ( وكيف يمكن للرياضة أن تكون فعلًا جسرًا لا واجهة؟)، فالمفتاح سيكون في ما إذا تعلّق الأمر بمبادرات ملموسة بعد القمة، أو بقي مجرد تأييد رمزي. في الحالتين، فالرسالة المؤكدة ( أن الرياضة لا تعيش خارِج السياسة، بل يمكن أن تساهم – بصوتها الرمزي – في تلطيف التوترات وبث روح اللقاء).