تعرف على.. المدن والبلدات التي دمرتها إسرائيل في غزة

تقارير وحوارات

قطاع غزة
قطاع غزة

 

يشهد قطاع غزة منذ اندلاع الحرب في أكتوبر 2023 واحدة من أكثر موجات الدمار شمولًا في التاريخ الحديث، حيث تحوّلت عشرات المدن والبلدات إلى ركام، وتبدّل المشهد العمراني في مناطق واسعة من الشمال إلى الجنوب. وتشير تقارير أممية وتحليلات فضائية إلى أن مساحات كاملة من القطاع باتت «غير صالحة للسكن»، فيما يعاني السكان من أزمة إنسانية مركّبة تشمل النزوح، وانهيار الخدمات الأساسية، وتدمير الاقتصاد المحلي.

 


نطاق الدمار: مدن أُزيلت من الخارطة

تحليلات صور الأقمار الصناعية وتقارير المراقبة الميدانية أظهرت أن نسبة كبيرة من الأبنية في محافظات غزة تعرّضت لأضرار جزئية أو كاملة، بينما سُجّلت مناطق وُصفت بأنها «ممسوحة عمرانيًا» بعد أن اختفت مبانيها بالكامل.
وتجاوزت آثار الدمار الجانب المادي إلى أزمة معيشية وإنسانية غير مسبوقة، تمس الأمن الغذائي، والصحة العامة، والقدرة على العودة إلى الحياة الطبيعية.

 


شمال القطاع: بيت حانون، بيت لاهيا، جباليا

في بيت حانون وبيت لاهيا وجباليا، تُظهر الصور الفضائية دمارًا هائلًا في الأحياء السكنية، والمخيمات، والشوارع الرئيسية، حيث تحولت مناطق واسعة إلى أطلال.
مخيم جباليا، على وجه الخصوص، شهد تدميرًا شبه كامل لأحيائه القديمة، مع نزوح جماعي للسكان وغياب شبه تام للخدمات العامة.

 


المدن الوسطى: الزهراء ومشروع بيت لاهيا

شهدت مدينة الزهراء ومشروع بيت لاهيا دمارًا شبه شامل نتيجة القصف المتكرر، ما أدى إلى انهيار البنية التحتية وفقدان الملاجئ والمرافق الحيوية. وتشير تقارير هندسية وإنسانية إلى أن العودة إليها غير ممكنة حاليًا بسبب خطر الأنقاض والذخائر غير المنفلقة.

 


معسكر جباليا وجباليا النزلة

تُعتبر من أكثر المناطق تضررًا في شمال القطاع، حيث شهدت هجمات برية وجوية متكررة أفضت إلى تسوية أحياء كاملة بالأرض، وانهيار الخدمات المدنية، وتفكك النسيج الاجتماعي والاقتصادي للسكان المحليين.

 


مدينة غزة: نصف العاصمة في الرماد

تصف تقارير الأمم المتحدة أجزاءً كبيرة من مدينة غزة بأنها «غير صالحة للسكن»، بعد تعرضها لقصف مكثف استهدف البنايات السكنية والمؤسسات المدنية. وقد دُمّرت أحياء كاملة، مما أجبر آلاف العائلات على النزوح جنوبًا في ظروف إنسانية قاسية.

 


جنوب القطاع: رفح وخان يونس والمغراقة

في الجنوب، تُعد رفح من أكثر المناطق تضررًا، حيث تشير تقارير وصور الأقمار إلى أن أحياء كاملة دُمّرت بالكامل.
كما شهدت بلدات الزنة، عبسان الكبيرة والصغيرة، خزاعة، بني سهيلا، الفخاري، القرارة، والمغراقة تدميرًا واسعًا شمل المنازل والمنشآت الزراعية والاقتصادية، مع نزوح شامل للسكان.
ووصفت تحليلات فضائية بعض هذه المناطق بأنها «ممحوة حضريًا» بعد اختفاء مبانيها بالكامل.

 


الآثار الإنسانية: نزوح شامل وانهيار الخدمات

النزوح الداخلي: ملايين الفلسطينيين نزحوا أكثر من مرة خلال الحرب، إذ فُقدت منازلهم ومجتمعاتهم المحلية، فيما ازدحمت الملاجئ المؤقتة إلى مستويات كارثية.

الخدمات الأساسية: المياه والكهرباء مقطوعة في معظم المناطق، والمستشفيات تعمل بطاقة تفوق حدودها، فيما يتفاقم خطر الأمراض ونقص الأدوية.

الاقتصاد المحلي: الأسواق، المصانع الصغيرة، والزراعة الساحلية تضررت بشدة، مما فاقم من أزمة الغذاء والانهيار المعيشي.

 

 

الخطاب الدولي ونداءات الإغاثة

الأمم المتحدة ووكالات الإغاثة الدولية، بينها OCHA وUNOSAT والأونروا، حذّرت مرارًا من «كارثة إنسانية شاملة» ودعت إلى وقف فوري للأعمال العسكرية وفتح ممرات إنسانية آمنة لإدخال المساعدات.
كما شددت تقارير دولية من The Guardian وFinancial Times وWashington Post على ضرورة إجراء تقييم مستقل للأضرار تمهيدًا لإعادة الإعمار.

في النهاية أصبحت غزة تقف على أطلال مدنها، وأن الكارثة لم تعد مجرد أزمة إنسانية مؤقتة، بل تحوّلت إلى مأساة وجودية تطال حاضر ومستقبل أكثر من مليوني إنسان يعيشون بين الركام، في انتظار أن يعود السلام ليمنحهم فرصة البدء من جديد.