السيسي يهدي ترامب أرفع وسام مصري في قمة شرم الشيخ
السيسي يُكرّم ترامب بـ «قلادة النيل» في قمة شرم الشيخ.. تكريم مصري غير مسبوق

منح الرئيس عبد الفتاح السيسي نظيره الأمريكي دونالد ترامب “قلادة النيل” خلال قمة شرم الشيخ للسلام، في لفتة استثنائية تبرز تقدير القاهرة لدوره في دفع جهود وقف الحرب في غزة وتعزيز مسارات السلام. الإعلان جاء وسط أجواء دبلوماسية تتزامن مع مفاوضات تبادل الرهائن وتثبيت الهدنة، ليُضفي على القمة زخمًا فريدًا في المشهد الإقليمي.
مراسم التكريم واللقاء الرسمي
عند وصول ترامب إلى مطار شرم الشيخ، استقبله السيسي في مراسم رسمية، وصاحبه إلى مقر القمة لبدء الفاعليات. خُصِّصت جلسة ثنائية بينهما لبحث تفاصيل وقف إطلاق النار، وآفاق الاتفاق بين إسرائيل وحماس، ومدى التزام الأطراف المعنية بتفاهمات المرحلة المقبلة.
وفي كلمته أمام القمة، قال السيسي:
“أعلن أمام الحضور قرار مصر إهداء الرئيس ترامب قلادة النيل، وهي الأرفع والأعظم شأنًا بين الأوسمة المصرية.”
ثم قلد السيسي القلادة للرئيس الأمريكي وسط تصفيق الحضور، في مشهد جمع بين البعد الرمزي والتقدير السياسي.
رد ترامب وتقديره للتكريم
أشاد ترامب بهذا التكريم واعتبره لفتة عظيمة، قائلًا إنه يشعر بالفخر والقيمة التي يمثّلها الوسام. وأكد أن علاقته مع السيسي قائمة على الشراكة والاحترام، وأنه يعتز بالدور الذي لعبه الرئيس المصري في دفع مبادرات السلام وتسهيل الاتفاقات التي تركز على غزة.
ما هي قلادة النيل؟ تاريخها ودلالاتها
قلادة النيل العظمى تُعد أرفع وسام مصري، وتُمنح وفقًا للقانون رقم (12) لسنة 1972، للمُتميّزين من رؤساء الدول أو من قدموا خدمات جليلة للوطن أو للإنسانية.
تاريخها يعود إلى عام 1915 في عهد السلطان حسين كامل، وما زالت تحتفظ برمزيتها ومكانتها البارزة في منظومة الأوسمة المصرية.
تصميمها يتكون من ثلاث وحدات مربعة ترتبط بسلسلتين متوازيتين، مزخرفة برموز فرعونية وزهرة لوتس، بحيث تمثل الوحدة الأولى الحماية من الشر، والثانية الرخاء، والثالثة الخير والدوام.
كما أن من نالوا القلادة من المصريين والرؤساء عبر التاريخ هم أسماء بارزة مثل جمال عبد الناصر، أنور السادات، حسني مبارك، وغيرهم
السياق السياسي والدبلوماسي للتكريم
يأتي هذا التكريم في ظل اتفاق هدنة مؤقتة تم التوصل إليه بوساطة مصرية أمريكية، يتضمن تبادل الرهائن ووقف جزئي لإطلاق النار في غزة، في إطار خطة سلام أمريكية
ويُقرأ منح القلادة لترامب كخطوة مصرية لتعزيز الأواصر مع واشنطن، وإبراز الدور المصري كوسيط فعّال في ملفات السلام في المنطقة.
كما أن هذا التكريم يُعبّر عن رغبة القاهرة في أن يُحسب للرئيس الأمريكي هذا الفعل الدبلوماسي والرمزي ضمن إنجازات السلام في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
بهذا التكريم، تصبح قمة شرم الشيخ أكثر من مجرد اجتماع دولي، بل لحظة رمزية تسجّل كيف تُوظّف الدول الشرف والرموز لدعم الدبلوماسية والسلام. منح ترامب قلادة النيل ليس مجرّد تكريم شخصي، بل رسالة مصرية للعالم بأن السلام والتقدير لهما مكانة عليا في هذه المرحلة الراهنة.