بين قمة السلام و«نوبل» الغائبة.. ترامب يثير الجدل من قلب شرم الشيخ

ترامب في شرم الشيخ يلمّح إلى جائزة نوبل.. ويخاطب النرويج بسخرية دبلوماسية

تقارير وحوارات

دونالد ترامب
دونالد ترامب

في 13 أكتوبر 2025، وصل الرئيس الأمريكي السابق (أو الذي يُنسب إليه النشاط الخارجي بهذا الاسم في بعض المصادر) دونالد ترامب إلى شرم الشيخ بمشاركة قادة دوليين في قمة سلام حول غزة، بدعوة من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي. 
تهدف القمة إلى صياغة خطوات التنفيذ التالية للخطة الأمريكية لإنهاء الصراع في غزة بعد اتفاق وقف إطلاق النار المرحلي. 
في هذا السياق، بدا أنّ ترامب لم يفوّت الفرصة ليتغزل بدوره في جهود السلام، ملوّحًا بتوقع استحقاقه جائزة نوبل، وموجهًا تساؤلًا مباشرًا للنرويج: «ماذا حدث أيها النرويج؟».

ترامب
ترامب

طموح ترامب وفكرة الجائزة

لم تقتصر رغبة ترامب على مجرد تقديم مبادرات وساطة في النزاع الإسرائيلي–الفلسطيني، بل شملت الترويج لنفسه كمرشح محتمَل لجائزة نوبل للسلام. ويُذكر أن وسائل إعلام غربية وصحف تحليلية تحدثت عن حملة من جانبه للضغط والترويج لنيل الجائزة، رغم أن اللجنة النرويجية تعمل بشكل مستقل عن الضغوط السياسية. 
إحدى المقالات وضحت أن اللجنة أعلنت أن قرار الفائز لعام 2025 كان قد اتخذ بالفعل قبل تطورات خطة غزة، ما يعني أن الإصلاحات أو المبادرات التي يقترحها ترامب قد لا تُحتسب ضمن المعايير التي اعتمدت عليها اللجنة في إعلان الفائز.

ردود الفعل في النرويج

قبل إعلان الجائزة، أثار احتمال فوز ترامب قلقًا في النرويج حول رد فعله إن لم يُمنحها، وتوقع بعض المراقبين أن يتخذ ردود فعل دبلوماسية أو اقتصادية ضد الحكومة النرويجية. 
ومن جهة اللجنة، أكدت أن المعايير لا تعتمد على الضغوط الإعلامية أو البروباغندا، وأن القرارات تتخذ بناء على الجدارة الفعلية.

في النتيجة، لم تُمنح الجائزة لترامب في 2025، إذ اختيرت المناضلة الفنزويلية ماريا كورينا ماتشادو. 
ردّ ترامب على ذلك ببيان متوازن، لكنه أشار إلى أن بعض مساعديه انتقدوا اللجنة واعتبروها منحازة إلى السياسة على حساب السلام.

ماذا قصد ترامب بعبارة «ماذا حدث أيها النرويج؟»

هذه العبارة، التي أُطلقَت في سياق القمة بشرم الشيخ، تحمل بعدًا رمزيًا ودبلوماسيًا:

هي تأكيد من ترامب على أنه يعتبر جهوده تستحق الاعتراف الدولي، بما في ذلك من الجهة النرويجية التي تُمنح الجائزة.

هي نوع من الضغط الإعلامي أو الاستفزازي على اللجنة النرويجية للتفسير أو للرد على التوقعات التي أثارها هو نفسه.

تحمل أيضًا استياء ضمنيًّا من فكرة أن المبادرة أو الوساطة التي يُروج لها لم تُترجَم إلى تقدير رسمي من الجهة التي تُنظم الجائزة.

مآخذ وتحليلات: هل منطق الجائزة يلتقي مع الأداء؟

الترجمة العملية للمبادرة الأمريكية على الأرض لا تزال تواجه عقبات كبيرة، خصوصًا في ما يتعلق بآلية حكم غزة، دور حماس، وضمان الاستقرار بعد وقف إطلاق النار.

الكثير من المحللين يرون أن مجرد التفاوض أو المبادرة لا تكفي للنيل من النوبل؛ يجب أن تُترجَم إلى واقع مؤسسي مستدام.

الجدير بالذكر أن اللجنة النرويجية أكدت أن فوز المرشحين لا يُنبئ به مسبقًا من الإعلام ولا يُعدل بناء على الضغط، وأن بعض المبادرات التي تُعلن في اللحظات الأخيرة قد لا تُدرج ضمن التقييم لأن الجدول الزمني للقرار قد يُغلق قبلها.