عاجل - دعوة لاتفاقات أبراهام للتطبيع.. ترامب في قمة شرم الشيخ: لا أعذار بعد اليوم للسلام في الشرق الأوسط

تقارير وحوارات

دعوة لاتفاقات أبراهام
دعوة لاتفاقات أبراهام للتطبيع.. ترامب من قمة شرم الشيخ

دعا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، خلال كلمته في قمة شرم الشيخ للسلام، جميع دول المنطقة إلى الانضمام إلى اتفاقات أبراهام للتطبيع مع إسرائيل، مؤكدًا أن الوقت قد حان لتحقيق "سلام شامل ودائم" في الشرق الأوسط. وقال ترامب إن الدول التي وقّعت على الاتفاقيات أصبحت أكثر استقرارًا وازدهارًا، مضيفًا: «لا توجد أعذار الآن، لا حرب في غزة ولا تهديد من إيران».

وأشار الرئيس الأمريكي إلى أن الزخم الحالي في المنطقة يشكّل فرصة تاريخية لتحقيق «سلام عظيم»، مؤكدًا أن الالتزام باتفاق وقف إطلاق النار في غزة يمهّد الطريق لمستقبل مشرق للشعوب كافة. وتنعقد القمة برئاسة الرئيس عبد الفتاح السيسي والرئيس ترامب، بمشاركة أكثر من 30 دولة ومنظمة دولية، بهدف تعزيز الاستقرار الإقليمي وفتح صفحة جديدة من التعاون والسلام في الشرق الأوسط.

تحظى مسألة توسيع نطاق "اتفاقيات إبراهام" بتقدير كبير في أجندة المباحثات، وسط سعي أمريكي لضم العديد من الدول إلى الاتفاق الذي يقضي بتطبيع العلاقات مع إسرائيل. إلا أن هذا الملف يحتاج الكثير، وفق ما يتردد داخل أوساط إعلامية ودبلوماسية، تشترط إحراز تقدم حقيقي في الملف الفلسطيني، ووقف العمليات العسكرية في قطاع غزة قبل المضي في أي خطوات تطبيعية.

ليست المرَّة الأولى

في سبتمبر الفائت، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اليوم الاثنين، أن خطته للسلام في الشرق الأوسط قد تشمل إيران. وقال ترامب للصحفيين: "تفاوضت على إبرام اتفاقات أبراهام ومن شأن خطتي توسيعها وقد تنضم إيران إليها".

وأضاف: "انضمام إيران لاتفاقات أبراهام سيكون أمرا رائعا"، مشددًا: "قلت، أراهنكم، أن إيران ستكون شريكا في الاتفاقيات في مرحلة ما. ولم أكن أتوقع أن تتخذ هذا المنحى. كان هذا هو المنحى الذي اتخذناه مع طائرات بي-2. لكنني أعتقد أنها قد تكون موجودة هناك".

وأضاف ترامب: "أعتقد أنه سيكون أمرا عظيما لهم اقتصاديا حال انضمام إيران إلى اتفاقيات إبراهيم".

شكّل اللقاء المفاجئ بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والرئيس السوري المؤقت أحمد الشرع في الرياض منتصف مايو 2025 محطة لافتة في مسار إعادة تشكيل الشرق الأوسط
شكّل اللقاء المفاجئ بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والرئيس السوري المؤقت أحمد الشرع في الرياض منتصف مايو 2025 محطة لافتة في مسار إعادة تشكيل الشرق الأوسط

دعوة سوريا 

شكّل اللقاء المفاجئ بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والرئيس السوري المؤقت أحمد الشرع في الرياض منتصف مايو 2025 محطة لافتة في مسار إعادة تشكيل الشرق الأوسط، إذ ركّز ترامب خلال المحادثات على إمكانية انضمام سوريا إلى اتفاقات أبراهام باعتبارها بوابة أساسية لإنهاء عزلتها الدولية وفتح آفاق جديدة للتعاون الاقتصادي والسياسي في المنطقة. وأكد ترامب أن هذه الاتفاقات تمثل "الطريق الواقعي للسلام والاستقرار"، داعيًا دمشق إلى اتخاذ خطوة "تاريخية وشجاعة" نحو التطبيع مع إسرائيل والانخراط في منظومة إقليمية تقوم على المصالح المشتركة بدلًا من الصراعات. وقد اعتُبر هذا الطرح إشارة واضحة إلى أن واشنطن تسعى لتوسيع دائرة اتفاقات أبراهام لتشمل أطرافًا كانت حتى وقت قريب خارج أي مسار تطبيعي، في محاولة لإعادة صياغة توازنات القوى في الشرق الأوسط.

في سياق الترويج العالمي لاتفاقات أبراهام، تعكس هذه الفكرة جوهر الخطاب الأمريكي الذي يسعى إلى تقديم الاتفاقية بوصفها نموذجًا ناجحًا لتحقيق الاستقرار والازدهار في الشرق الأوسط. فحين يقول الرئيس ترامب إن «الدول التي وقّعت على الاتفاقيات أصبحت أكثر استقرارًا وازدهارًا»، فهو يوجّه رسالة إلى المجتمع الدولي خلال حدث عالمي — مثل قمة شرم الشيخ للسلام — مفادها أن التطبيع مع إسرائيل لم يعد مغامرة سياسية، بل خطوة براغماتية تحقق مكاسب ملموسة في الأمن والاقتصاد والتنمية.

واليوم، تأكيد الرئيس الأمريكي، على أنه «لا توجد أعذار الآن، لا حرب في غزة ولا تهديد من إيران» يهدف إلى نزع الذرائع التقليدية التي كانت تمنع بعض الدول من الانضمام إلى مسار التطبيع. فترامب يوظّف الحدث الدولي لتصوير المنطقة وكأنها دخلت مرحلة جديدة من الهدوء النسبي، ما يجعل الانضمام إلى الاتفاقات ليس مجرد خيار، بل ضرورة سياسية واقتصادية. بهذه اللغة، يسعى إلى خلق زخم دبلوماسي عالمي يربط بين اتفاقات أبراهام والاستقرار الإقليمي، ويقدّمها كأداة رئيسية لبناء شرق أوسط حديث ينعم بالسلام والنمو، وهذا ما ستكشفه الأيام القادمة.