بعد الإشارة إليه.. ماذا تعرف عن الاتفاق النووي الإيراني بين طهران وواشنطن؟

تقارير وحوارات

الاتفاق النووي الإيراني
الاتفاق النووي الإيراني - الفجر

 


الاتفاق النووي الإيراني بين طهران وواشنطن.. تصدر محركات البحث خلال الساعات القليلة الماضية وذلك بعدما إشارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في الكنيست الإسرائيلي اليوم إلى الاتفاق النووي الإيراني الذي أُبرم الاتفاق النووي بين إيران والقوى الكبرى عام 2015، ظلّ هذا الملف أحد أكثر القضايا حساسية في الشرق الأوسط والعلاقات الدولية، لما يحمله من تأثير مباشر على الأمن الإقليمي، والاقتصاد العالمي، وتوازنات القوى بين واشنطن وطهران.

أصل الاتفاق وأهدافه

الاتفاق المعروف رسميًا باسم خطة العمل الشاملة المشتركة (JCPOA) تم توقيعه في يوليو 2015 بين إيران ومجموعة (5+1) — الولايات المتحدة، بريطانيا، فرنسا، ألمانيا، روسيا، الصين، والاتحاد الأوروبي.
هدفه الرئيسي كان تقييد برنامج إيران النووي وضمان طابعه السلمي، مقابل رفع العقوبات الاقتصادية والدبلوماسية المفروضة عليها.

تضمّن الاتفاق أبرز البنود التالية:

1. تقليص مخزون إيران من اليورانيوم المخصّب بنسبة كبيرة.


2. تحديد مستوى التخصيب عند نحو 3.67٪ كحدّ أقصى، بعيدًا عن مستويات إنتاج السلاح النووي.


3. إخضاع المنشآت النووية الإيرانية لرقابة مشددة من الوكالة الدولية للطاقة الذرية (IAEA).


4. رفع تدريجي للعقوبات الاقتصادية المفروضة على طهران، مع بقاء قيود على تطوير الصواريخ الباليستية ودورها الإقليمي.

 

اقرأ الخبر: ترامب في الكنيست... خطاب “نهاية الحرب” ومدح لنتنياهو والجيش الإسرائيلي

 

الانسحاب الأمريكي وبداية الأزمة

في مايو 2018، أعلن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب انسحاب بلاده من الاتفاق، معتبرًا أنه "اتفاق سيئ لا يحد من أنشطة إيران العدائية"، وأعاد فرض عقوبات مشددة على طهران.
إيران، من جانبها، ردّت بتقليص التزاماتها تدريجيًا، فرفعت نسب التخصيب وتجاوزت الحدود المنصوص عليها، وأعاقت بعض أنشطة التفتيش الدولية، مما أدى إلى انهيار فعلي للاتفاق بحلول 2020.

محاولات الإحياء والمفاوضات الجديدة

منذ أبريل 2025، عادت المفاوضات غير المباشرة بين طهران وواشنطن بوساطة سلطنة عمان، في مسعى لإحياء الاتفاق أو صياغة نسخة جديدة معدّلة منه.
الولايات المتحدة تسعى لضمان عدم تحوّل البرنامج النووي الإيراني إلى برنامج عسكري، فيما تطالب إيران برفع العقوبات الاقتصادية مؤكدّةً أن أي اتفاق يجب أن يكون “متوازنًا وقابلًا للاستمرار”.

أبرز النقاط الخلافية

رغم بعض التقدّم المحدود، لا تزال المفاوضات تواجه عقبات رئيسية:

نسبة التخصيب: واشنطن تطالب بتحديدها في أدنى مستويات ممكنة، بينما تصر طهران على حقها الكامل في التخصيب لأغراض سلمية.

آليات المراقبة: إيران ترفض “التفتيش غير المقيّد”، وتطالب بضمان احترام سيادتها الوطنية.

رفع العقوبات وضمانات التنفيذ: طهران تشترط ضمانات بعدم انسحاب أمريكي جديد كما حدث في عهد ترامب.

الخطوط الحمراء: إيران تعتبر التخلّي الكامل عن التخصيب “تنازلًا غير مقبول”، فيما تصر واشنطن على تقييده بصرامة.

اقرأ أيضًا: سبب غياب نتنياهو عن قمة شرم الشيخ للسلام.. ما الذي تعرفه عن عيد العُرش اليهودي؟

 


المشهد الراهن والتوقعات

حتى أكتوبر 2025، لا يزال الاتفاق في حالة “تعليق سياسي”.
المفاوضات لم تنهَر لكنها تسير ببطء شديد، وسط تفاؤل حذر من الجانبين.
العوامل الخارجية — كالموقف الإسرائيلي، والتوترات الإقليمية، والانقسام الداخلي في إيران — تزيد من تعقيد المشهد.

ويرى مراقبون أن أي تسوية مقبلة ستكون “صفقة فنية محدودة” تُركّز على الجوانب التقنية والرقابية، دون معالجة شاملة للخلافات السياسية الأعمق، على أمل تجنّب التصعيد وإبقاء الباب مفتوحًا أمام الدبلوماسية.