قبل الرحيل.. ماذا كتب الصحفي الغزي صالح الجعفراوي في آخر لحظاته؟

وصية مؤثرة من الشهيد صالح الجعفراوي تُنشر بعد استشهاده: “لا تبكوا عليّ”

عربي ودولي

وصية مؤثرة من الشهيد
وصية مؤثرة من الشهيد صالح الجعفراوي تُنشر بعد استشهاده: “لا

وصية مؤثرة من الشهيد صالح الجعفراوي تُنشر بعد استشهاده: “لا تبكوا عليّ”.. انطلق القلم ليسجل كلماتٍ مناضلة تمسّ الأحرف بقوة الإيمان، حين نشر عامر الجعفراوي، شقيق الصحفي الفلسطيني صالح الجعفراوي، وصيته الأخيرة عبر وسائل التواصل الاجتماعي بعد مقتله في غزة. لم تكن الكلمات وداعًا، بل امتدادًا لمسيرة اختارها صالح بالقلب والعقل، طريق المقاومة والثبات حتى النهاية.

من هو الصحفي صالح الجعفراوي؟

ولد صالح عامر فؤاد الجعفراوي في 22 نوفمبر 1997م في مدينة غزة، وقد برز كناشط إعلامي وصانع محتوى يُوثّق لواقع القطاع تحت القصف. 
قبل ذلك، كان له حضور رياضي، حيث مثل فلسطين في رياضة تنس الطاولة، وهو الجانب الذي رجّحت الصحافة أنّه لم يحظَ بالتسليط الكافي مقارنة بدوره الإعلامي خلال المواجهات.
ساهم الجعفراوي في توثيق لحظات الدمار، والصدمة، والحياة اليومية تحت القصف، فكان صوتًا يعترض على التجاهل، وحامل رسالة نحو العالم. 

ظروف استشهاده وموقع الحادث

في مساء يوم الأحد 12 أكتوبر 2025، أعلن في المصادر الفلسطينية استشهاد الصحفي صالح الجعفراوي بعد أن تعرض لإطلاق نار من “مليشيا مسلحة” في حي الصبرة بغزة، أثناء تغطيته أضرار الحي والاشتباكات القائمة. 
نشرت تقارير تفيد بأن الاشتباكات قد اندلعت بين عناصر في حركة حماس وقوات من عائلة دغمش، وسط اتهامات متبادلة بالتعاون مع الاحتلال، وهو الأمر الذي تنفيه بعض الأطراف.
ذكرت المصادر أن صالح تلقى سبع رصاصات قُدّرت بأنها نفّذت في إطار المواجهة المسلحّة، وأن الأجهزة الأمنية لاحقًا فرضت سيطرتها على العناصر المشتبه بها.

محتوى الوصية وأبرز محطاتها

في نص وصيته، عمد صالح إلى مخاطبة أسرته وشعبه، مؤكدًا أن استشهاده ليس نهاية بل بداية:

بيّن أنه لم يغِب، بل صار بين رفاقه في الجنة، داعيًا أن يُذكر في الدعاء، وأن تُستمر المسيرة بعده.

أوصى بالمقاومة والنهج الذي آمن به، وأن لا يُظنّ يومًا أن الطريق ينتهي.

خُصّ بالشكر والتقدير كل من الوالد، الأم، الإخوة، وعنّي بمعلمه وشقيقه ناجي— والمذكور أنّه محكوم عليه بالسجن أو خرج منه؛ حيث قال: “يا ناجي… قد سبقتُك إلى الله قبل أن تخرج من السجن”.

وجّه توصية خاصة بأداء الصدقات الجارية، وتذكره عند سماع الأذان أو رؤية نور غزة يشقّ الليل.

ختم الوصية بدعاء تقبّله في الشهداء، وطلب المغفرة، ودعوة أن يكون دمه نورًا للدرب الحرية.

دلالات وتأثير

إن نشر هذه الوصية بعد استشهاده يعكس استمرارية الحراك الإعلامي والمقاوم في غزة، حيث الكلمات تصبح سلاحًا بعد رحيل صاحبها.
كما أن ظهور الجوانب الإنسانية – كالعائلة، الدعاء، التوصية بالصلاة والصدقة – تضيف بعدًا إنسانيًا إلى شخصية كبيرة تعرضت للتحديات حتى الرمق الأخير.
من جهة أخرى، يُطرح الجدل الإعلامي والسياسي حول مَن يقف وراء مقتله، وما إذا كانت تلك الاشتباكات مدفوعة بتصفية داخلية أو أطماع، أو تصفية حسابات ترتبط بالوضع المتفجّر في القطاع.