بعد وصف ترامب لستيف ويتكوف به.. من هو هنري كيسنجر؟

تقارير وحوارات

ستيف ويتكوف - الفجر
ستيف ويتكوف - الفجر

 

في أحدث تصريح أثار جدلًا واسعًا شبّه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مستشاره الحالي للأمن القومي ستيف ويتكوف بـ هنري كيسنجر الجديد في إشارة إلى أحد أكثر الشخصيات تأثيرًا وإثارة للجدل في تاريخ السياسة الخارجية الأمريكية

هنري ألفريد كيسنجر ولد في ألمانيا عام 1923 وهاجر مع عائلته إلى الولايات المتحدة عام 1938 هربًا من الاضطهاد النازي وحصل على الجنسية الأمريكية عام 1943 خدم في الجيش الأمريكي خلال الحرب العالمية الثانية ثم التحق بجامعة هارفارد ونال فيها درجات البكالوريوس والماجستير والدكتوراه ليصبح لاحقًا أحد أبرز أساتذتها في العلوم السياسية والعلاقات الدولية

برز كيسنجر في السبعينيات عندما تولى منصب مستشار الأمن القومي للرئيس ريتشارد نيكسون بين عامي 1969 و1975 ثم وزيرًا للخارجية حتى عام 1977 خلال ولايتي نيكسون وجيرالد فورد وقد كان مهندس التحولات الكبرى في السياسة الأمريكية خلال الحرب الباردة إذ أسس لما عُرف بالدبلوماسية المرتدة أو دبلوماسية التنقل التي استخدمها في حل النزاعات بالشرق الأوسط

من أبرز إنجازاته فتح قنوات الاتصال بين واشنطن وبكين في خطوة أنهت عزلة الصين ومهّدت لزيارة نيكسون التاريخية عام 1972 كما قاد مفاوضات خفض التوتر مع الاتحاد السوفيتي وساهم في التوصل إلى اتفاقيات إنهاء الحرب في فيتنام وهو ما منحه جائزة نوبل للسلام عام 1973

لكن مسيرته لم تخلُ من الجدل إذ وُجهت إليه انتقادات واسعة لدوره في سياسات الولايات المتحدة في كمبوديا وتشيلي ودول أخرى حيث اتُهم بتأييد أنظمة قمعية وتورطه في قرارات تسببت بانتهاكات لحقوق الإنسان

ورغم خروجه من المناصب الرسمية ظل كيسنجر لعقود أحد أكثر الأصوات تأثيرًا في ملفات السياسة الدولية يقدم المشورة للرؤساء الأمريكيين ويشارك في المؤتمرات الدولية بآرائه وتحليلاته

تشبيه ترامب لستيف كوف بكيسنجر لا يأتي من فراغ فالرئيس الأمريكي الذي أعاد رسم خريطة التحالفات الدولية يسعى لإبراز مستشاره كعقل استراتيجي جديد على غرار الرجل الذي صاغ ملامح السياسة الخارجية الأمريكية لعقود ولا يزال اسمه رمزًا للدبلوماسية الواقعية التي تمزج بين البراغماتية والقوة