سبب غياب نتنياهو عن قمة شرم الشيخ للسلام.. ما الذي تعرفه عن عيد العُرش اليهودي؟

في تطور مفاجئ قبيل انعقاد قمة شرم الشيخ للسلام والمصالحة، أعلنت مصادر دبلوماسية إسرائيلية أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لن يشارك في القمة، مبررة ذلك بتزامن الموعد مع عيد العُرش، أحد أهم الأعياد الدينية في الديانة اليهودية.
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد اقترح خلال اتصاله الهاتفي مع الرئيس عبد الفتاح السيسي مشاركة نتنياهو في القمة إلى جانب الرئيس الفلسطيني محمود عباس، باعتبارها خطوة رمزية تعزز مسار التسوية السياسية بعد وقف الحرب الأخيرة في غزة.
ورغم غياب نتنياهو المتوقع، أكدت مصادر في الخارجية المصرية أن إسرائيل ستشارك بوفد رفيع المستوى، وأن القمة ستمضي وفق جدولها المحدد، بمشاركة قادة عرب ودوليين، في إطار الجهود المصرية – الأمريكية لإرساء سلام شامل ودائم في المنطقة.
عيد العُرش عند اليهود
يُعرف عيد العُرش (بالعبرية: سوكوت – סֻכּוֹת) أيضًا باسم عيد المظال أو الأكشاك، ويُعد أحد الأعياد الدينية الثلاثة الكبرى في الديانة اليهودية.
🔹 المدة والتوقيت:
يستمر العيد لمدة سبعة أيام (وفي بعض الطوائف ثمانية)، ويبدأ في اليوم الخامس عشر من شهر تشري في التقويم العبري، الموافق عادة أواخر سبتمبر أو أوائل أكتوبر من كل عام.
🔹 المعنى الديني والتاريخي:
يُحيي العيد ذكرى إقامة بني إسرائيل في العراء داخل مظال مؤقتة خلال خروجهم من مصر في عهد النبي موسى عليه السلام، حين عاشوا في الصحراء أربعين عامًا. ولهذا يبني اليهود خلال العيد مظالًا من الخشب وسعف النخيل، يقيمون فيها أو يتناولون طعامهم تذكّرًا لتلك المرحلة.
🔹 الجانب الروحي والرمزي:
يرمز العيد إلى الاعتماد على الله والحماية الإلهية، وإلى الشكر على النعمة والحصاد، إذ يُعد أيضًا من أعياد الحصاد الزراعي في التراث العبري.
🔹 الطقوس والاحتفالات:
بناء المظلة (السوكاه) والجلوس أو النوم فيها.
حمل الأربعة الأنواع (الإتروج، اللفاف، الآس، الصفصاف) في الصلوات.
إقامة تراتيل وابتهالات في المعابد طوال أيام العيد.
أبعاد سياسية
يأتي غياب نتنياهو في وقت حساس، إذ يُنظر إلى قمة شرم الشيخ على أنها أول اختبار حقيقي لمسار السلام بعد الحرب على غزة، وفرصة لإعادة إطلاق المفاوضات الفلسطينية – الإسرائيلية برعاية مصرية – أمريكية.
ويرى محللون أن تزامن القمة مع الأعياد اليهودية قد يُخفف من الضغوط الداخلية على نتنياهو، لكنه لا يلغي رمزية الحدث ولا يقلل من الدور المصري المحوري في إعادة بناء الثقة بين الأطراف.
ختامًا؛ بينما تتجه الأنظار إلى شرم الشيخ، تظل رمزية التوقيت لافتة — فبينما يحتفل اليهود بعيد العُرش، الذي يرمز إلى الحماية والسلام، تستعد المنطقة لاختبار جديد في مسيرة السلام السياسي، بين الشعوب التي أنهكتها الحروب.