ترتيب بروتوكولي دقيق ومشاركة دولية واسعة
أصحاب الفخامة والجلالة والسمو.. كلمات القادة تتصدر قمة شرم الشيخ للسلام اليوم

في مشهد يليق بمدينة السلام، تتجه أنظار العالم اليوم إلى شرم الشيخ حيث تنطلق أعمال قمة شرم الشيخ للسلام بمشاركة رفيعة المستوى من أصحاب الفخامة والجلالة والسمو من قادة وزعماء أكثر من عشرين دولة، برئاسة مشتركة بين الرئيس عبد الفتاح السيسي والرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
تأتي القمة في توقيت دقيق تمر به المنطقة، إذ تتركز المناقشات على تثبيت وقف إطلاق النار في غزة، وإطلاق مبادرات إنسانية عاجلة لدعم المدنيين، إلى جانب بحث آليات تحقيق استقرار طويل الأمد في الشرق الأوسط، بما يضمن استعادة مسار السلام والحوار بين الأطراف المتنازعة.
ترتيب بروتوكولي دقيق وجدول أعمال مزدحم
ووفق البرنامج الرسمي، يبدأ اليوم باستقبال الرئيس السيسي لرؤساء الوفود والضيوف من القادة والزعماء في قاعة المؤتمرات الدولية، يعقب ذلك وصول الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، حيث تُعقد مقابلة ثنائية مغلقة بين الرئيسين تتناول تطورات الأوضاع الإقليمية وسبل دعم جهود التهدئة في غزة.
بعدها يلتقط القادة الصورة التذكارية الجماعية التي تجمع ملوك ورؤساء ورؤساء وزراء الدول المشاركة، إيذانًا بانطلاق الجلسة الافتتاحية الرسمية.
ويبدأ جدول الكلمات بكلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي، التي من المقرر أن تركز على دور مصر في "استعادة الاستقرار وبناء السلام المستدام"، تليها كلمة الرئيس ترامب التي يتوقع أن تتناول "مسؤولية المجتمع الدولي في حماية المدنيين ودعم إعادة الإعمار".
مشاركة دولية واسعة وشخصيات بارزة
ومن بين أبرز الحضور ملك الأردن، أمير قطر، رئيس الوزراء الكويتي، ملك البحرين، الرئيس الفلسطيني محمود عباس، ورئيس تركيا رجب طيب أردوغان، إلى جانب رؤساء فرنسا وإندونيسيا وأذربيجان وقبرص، والمستشار الألماني، ورؤساء حكومات المملكة المتحدة وإيطاليا وإسبانيا واليونان وكندا والنرويج والعراق وباكستان.
كما يشارك في القمة نائب رئيس دولة الإمارات، ووزير خارجية سلطنة عُمان، وسكرتير عام الأمم المتحدة، وأمين عام جامعة الدول العربية، ورئيس المجلس الأوروبي، إلى جانب ممثل اليابان وسفيرها في القاهرة.
ويعكس هذا الحضور المكثف حجم الاهتمام الدولي المتزايد بدور مصر المركزي في إدارة الأزمات الإقليمية، باعتبارها منصة الحوار الوحيدة التي ما تزال تحظى بثقة مختلف الأطراف.
قمة للسلام ورسالة للعالم
القمة لا تقتصر على الكلمات البروتوكولية، بل تتخللها جلسات عمل مغلقة لبحث ملفات إعادة الإعمار وضمان وصول المساعدات الإنسانية، فضلًا عن اجتماعات ثنائية وجماعية بين القادة لتنسيق المواقف بشأن مستقبل المنطقة. ويُنتظر أن تُختتم القمة بتوقيع "اتفاق شرم الشيخ"، الذي يضع إطارًا للتعاون الدولي في ملف غزة ويؤكد التزام المجتمع الدولي بمسار السلام.
وتأتي القمة وسط إجماع متزايد على ضرورة إنهاء معاناة الشعب الفلسطيني واستئناف المفاوضات السياسية برعاية مصرية ودعم أمريكي، ما يعيد القاهرة إلى موقعها التاريخي كـ "حاضنة للسلام وصوت الحكمة في الشرق الأوسط".
وبين مراسم الاستقبال الرسمية، وخطابات أصحاب الفخامة والجلالة والسمو، وروح التعاون التي تسود أجواء القاعة، تُثبت مصر من جديد قدرتها على جمع الفرقاء على طاولة واحدة، وتحويل مدينة شرم الشيخ إلى منبر عالمي للسلام والأمل في زمن تتعاظم فيه أزمات المنطقة.