رئيس قسم الرصد بالمنظمة العالمية للأرصاد: دول تعاني من الجفاف والفيضانات في نفس العام بسبب تغير المناخ

قال الدكتور دومينيك بيرود، رئيس قسم الرصد الهيدرولوجي بالمنظمة العالمية للأرصاد الجوية، إن التغير المناخي أصبح يؤثر بشكل كبير على الموارد المائية، موضحًا أن تأثيره لا يقتصر على حدوث الفيضانات أو الجفاف فحسب، بل في صعوبة التنبؤ بهذه الظواهر، حيث أصبحت بعض الدول تعاني من الجفاف والفيضانات في العام نفسه.
جاء ذلك خلال الجلسة الرئيسية الثانية بعنوان “تغير المناخ بين الخطورة والتخفيف والتكيف”، المنعقدة ضمن فعاليات ثاني أيام أسبوع القاهرة الثامن للمياه.
وأضاف بيرود أن ضعف القدرة على التوقع يعود في الأساس إلى غياب تبادل المعلومات والبيانات بين الدول، مؤكدًا أن المنظمة العالمية للأرصاد الجوية تدعم الدول الأعضاء في مواجهة الكوارث الطبيعية، ومساعدتها في تحديد الاستثمارات المعتمدة على التوقعات الجوية.
وأشار إلى أن المنظمة طلبت من الدول مشاركة بياناتها الهيدرولوجية لتسهيل إنقاذ الكوكب وتحسين إدارة الموارد المائية، موضحًا أن المنظمة تعمل على دعم الدول بالنظم الهيدروليكية المتطورة لجمع وإدارة البيانات المتعلقة بالمياه السطحية والجوفية، بما يحقق الاستدامة المائية.
وكشف بيرود عن مشروع تدعمه الحكومة السويسرية وأحد البنوك الأمريكية لاستخدام صور الأقمار الصناعية وإنترنت الأشياء لتحسين إدارة المياه عالميًا، مؤكدًا أن مشاركة البيانات دون اعتبارات سياسية أو مالية أمر ضروري لإنقاذ الدول من آثار الكوارث المناخية.
وشدد على أهمية بناء الثقة بين مقدمي البيانات ومستخدميها لضمان إتاحتها للجميع، مؤكدًا أن الأمين العام للأمم المتحدة أطلق مبادرة لنشر أنظمة الإنذار المبكر في كل دول العالم، وبعد تطبيقها في عدد كبير من الدول تبيّن أن الفيضانات تمثل أخطر التحديات، ما يتطلب تطوير أطر فعالة للتنبؤ بالكوارث وتحسين نظم إدارة المياه.
ويُعقد أسبوع القاهرة الثامن للمياه تحت عنوان “حلول مبتكرة لتعزيز القدرة على الصمود المناخي واستدامة المواردالمائية”، بمشاركة واسعة من الوزراء والخبراء وصناع القرار من مختلف دول العالم، بهدف تبادل الخبرات وتعزيز التعاون الدولي لتحقيق الأمن المائي والتنمية المستدامة.
وتتناول أجندة الأسبوع هذا العام خمسة محاور رئيسية هي: التعاون، العمل المناخي، الابتكار، الحلول المعتمدة على الطبيعة، والبنية التحتية المستدامة.