عاجل- الرئيس السيسي في أسبوع القاهرة للمياه: "الأمن المائي ليس ترفًا.. ومصر لن تقف مكتوفة الأيدي أمام تهور إثيوبيا"

أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي أن مصر انتهجت مسارًا دبلوماسيًا نزيهًا ومسؤولًا في تعاملها مع ملف سد النهضة الإثيوبي، مشيرًا إلى أن بلاده سعت على مدار أكثر من 14 عامًا للوصول إلى اتفاق قانوني وملزم ينظم عملية ملء وتشغيل السد، بما يحقق مصالح جميع الأطراف ويحافظ على حقوق دولتي المصب.
وأضاف الرئيس، خلال كلمته في افتتاح أسبوع القاهرة الثامن للمياه 2025، أن "نهر النيل هو ملكية مشتركة لكل الدول المتشاطئة، ويجب التعامل معه وفقًا لمبادئ العدالة والتعاون والاحترام المتبادل".
إدارة إثيوبيا غير المنضبطة للسد أضرت بدولتي المصب
وشدد الرئيس السيسي على أن الإدارة الإثيوبية غير المنضبطة للسد تسببت مؤخرًا في أضرار فعلية لكل من مصر والسودان، نتيجة التدفقات غير المنتظمة للمياه، مؤكدًا أن ما حدث يثبت بالدليل العملي صحة موقف مصر الداعي إلى ضرورة وجود اتفاق قانوني ملزم.
وقال الرئيس نصًا: "الأمن المائي ليس ترفًا، والتنمية المستدامة ليست خيارًا، بل هي ضرورة لحياة الشعوب واستقرارها".
دعوة المجتمع الدولي لمواجهة التصرفات المتهورة
طالب الرئيس السيسي المجتمع الدولي والقارة الإفريقية بصفة خاصة بضرورة التحرك لمواجهة ما وصفه بـ "النهج المتهور" الذي تتبعه الإدارة الإثيوبية في ملف المياه، مؤكدًا أن مصر لن تقف مكتوفة الأيدي أمام أي مساس بحقوقها المائية التاريخية.
وأضاف أن بلاده تتعامل مع القضية بـ "حكمة بالغة وصبر شديد"، لكنها لن تتهاون في حماية أمنها القومي ومصالحها الحيوية.
تحديات عالمية في ملف المياه
تناول الرئيس في كلمته أيضًا التحديات العالمية المتعلقة بالمياه، مشيرًا إلى أن العالم يشهد تزايدًا في الطلب على المياه وتراجعًا في الموارد الطبيعية نتيجة للتغيرات المناخية وسوء الإدارة.
وأوضح أن إفريقيا ثاني أكثر القارات جفافًا في العالم، حيث يواجه أكثر من 300 مليون إفريقي صعوبة في الحصول على مياه نظيفة، بينما يعتمد العالم العربي على موارد مائية خارجية، ما يجعله من أكثر المناطق ندرة في الأمطار.
مصر من أكثر دول العالم ندرة في المياه
أكد السيسي أن مصر تعتمد بنسبة تتجاوز 98% على نهر النيل كمصدر رئيسي للمياه، ولا يتعدى نصيب الفرد 500 متر مكعب سنويًا، وهو ما يقل كثيرًا عن خط الفقر المائي العالمي.
وأشار إلى أن الدولة نفذت تحولًا جذريًا في إدارة الموارد المائية من خلال مشروعات قومية ضخمة مثل محطات بحر البقر والمحسمة والدلتا الجديدة لمعالجة وإعادة استخدام مياه الصرف الزراعي، إلى جانب تأهيل شبكات الترع والتوسع في نظم الري الحديثة واستخدام التكنولوجيا الذكية في إدارة المياه.
ملف المياه في مؤتمرات المناخ
أوضح الرئيس أن مصر نجحت خلال رئاستها لمؤتمر المناخ (COP27) في شرم الشيخ عام 2022 في إدراج ملف المياه لأول مرة على جدول أعمال المناخ الدولي، وأطلقت مبادرة "التكيف والصمود في قطاع المياه" بالتعاون مع منظمة اليونسكو والمنظمة العالمية للأرصاد الجوية.
دعم مصري متواصل لإفريقيا
استعرض السيسي جهود مصر لدعم الدول الإفريقية في مجال إدارة المياه، من خلال تنفيذ مشروعات حفر آبار مياه بالطاقة الشمسية، وإنشاء منشآت لحصاد الأمطار، وتطوير أنظمة الإنذار المبكر.
كما أشار إلى تنظيم برامج تدريبية سنوية لتأهيل الكوادر الإفريقية في مجالات المياه والتكيف المناخي ضمن مركز التدريب الإفريقي للمياه بالقاهرة.
دعوة للتعاون لا الصراع
اختتم الرئيس كلمته برسالة واضحة للمجتمع الدولي قائلًا: "يجب أن تكون المياه جسرًا للتعاون لا ساحة للصراع، فالأمن المائي ركيزة أساسية لاستقرار الشعوب والتنمية المستدامة".
ودعا إلى تحويل الأفكار التي تُطرح خلال أسبوع القاهرة للمياه إلى مشروعات ومبادرات واقعية تساهم في تحقيق الأمن المائي العالمي وتدعم التنمية في القارة الإفريقية.