وفاة ثلاثة من طاقم البروتوكول القطري وإصابة اثنين آخرين.. ومصر تقدم التعازي الرسمية
من انقلاب السيارة حتى النقل إلى المشفى.. تفاصيل حادث الوفد القطري في شرم الشيخ قبل قمة السلام

شهد طريق شرم الشيخ – طور سيناء مساء السبت 11 أكتوبر 2025 حادثًا مأساويًا أسفر عن وفاة ثلاثة مواطنين قطريين وإصابة اثنين آخرين من أعضاء فريق الترتيبات والبروتوكول القطري، الذين كانوا في طريقهم إلى مدينة شرم الشيخ استعدادًا لمشاركة أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني في قمة شرم الشيخ للسلام المقررة يوم الاثنين.
ووفقًا لمصادر أمنية مصرية، فإن الحادث وقع نتيجة انقلاب سيارة دبلوماسية قطرية على بعد نحو 50 كيلومترًا من المدينة الساحلية، أثناء سيرها ضمن الموكب التحضيري الخاص بفعاليات القمة. وقد هرعت فرق الشرطة والإسعاف والدفاع المدني إلى مكان الحادث على الفور، حيث تم نقل المصابين إلى مستشفى طور سيناء العام لتلقي العلاج، في حين باشرت النيابة العامة التحقيقات للوقوف على ملابسات وأسباب الحادث.

الكشف هوية الضحايا
كانت كشفت مصادر مطلعة في تصريحات نشرها موقع RT Arabic، أن الضحايا الثلاثة ليسوا من أعضاء الوفد السياسي أو الدبلوماسي القطري كما تردد في تقارير إعلامية سابقة، بل ينتمون إلى طاقم الأمن والبروتوكول المكلف بترتيب زيارة الأمير القطري وتنظيم مشاركته في القمة الدولية.
وأوضحت المصادر أن المتوفين هم:
- حسن جابر الجابر
- عبدالله غانم الخيارين
- سعود بن ثامر آل ثاني
وجميعهم يعملون في الديوان الأميري ووزارة الخارجية القطرية. كما أُصيب في الحادث اثنان آخران من الطاقم القطري بجروح خطيرة، وتم نقلهما إلى المستشفى لتلقي الرعاية المكثفة، فيما أفادت التقارير الطبية أن حالتهما غير مستقرة. وأشارت التحقيقات الأولية إلى أن سبب الحادث يعود إلى اختلال عجلة القيادة نتيجة السرعة الزائدة على أحد المنعطفات الجبلية الوعرة بطريق الطور – شرم الشيخ، وهو ما تسبب في انقلاب السيارة الدبلوماسية التي كانت تقلهم.
تضامن رسمي واسع من مصر وقطر
في أول تعليق رسمي، أعربت وزارة الخارجية المصرية والقطرية عن خالص تعازيها ومواساتها لدولة قطر قيادةً وحكومةً وشعبًا، مؤكدة تضامن مصر الكامل في هذا المصاب الأليم. كما أوضحت أن السلطات المصرية تتابع عن كثب الحالة الصحية للمصابين بالتنسيق مع السفارة القطرية في القاهرة، ووجّهت المستشفيات المعنية بتوفير الرعاية اللازمة لهم.
من جانبها، نعت شخصيات قطرية رسمية وإعلامية الضحايا عبر منصات التواصل الاجتماعي، معبرة عن حزن عميق لفقد ثلاثة من خيرة موظفي الدولة أثناء أداء مهامهم الرسمية. وأكدت الدوحة استمرار التزامها بالمشاركة في القمة رغم الفاجعة الإنسانية، تقديرًا للعلاقات الأخوية مع مصر ولأهمية الحدث الدولي المرتقب.

قمة السلام تنطلق وسط أجواء حزينة
يأتي الحادث قبل ساعات قليلة من انطلاق قمة شرم الشيخ الدولية للسلام، التي يترأسها الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بمشاركة أكثر من عشرين دولة عربية وغربية. وتهدف القمة إلى إنهاء الحرب الإسرائيلية على غزة وبدء مرحلة جديدة من إعادة الإعمار وإرساء الاستقرار الإقليمي.
وأكدت الرئاسة المصرية أن القمة تأتي في إطار رؤية مشتركة بين القاهرة وواشنطن لدعم السلام في الشرق الأوسط، لكن الأجواء الحزينة خيمت على التحضيرات بسبب حادث الوفد القطري، ما أضفى طابعًا إنسانيًا مؤثرًا على أجواء القمة المنتظرة.
شرم الشيخ بين الحزن والأمل
في الوقت الذي تتواصل فيه التحضيرات المكثفة لاستقبال القادة والوفود، تسود في المدينة الساحلية أجواء مزدوجة من الحزن والتفاؤل؛ حزن على فقد ثلاثة من أعضاء الفريق القطري الذين قدموا أرواحهم أثناء أداء مهامهم، وأمل في أن تنجح القمة في إحلال السلام وإنهاء دوامة الحرب في غزة.
وتبقى مأساة حادث شرم الشيخ تذكيرًا مؤلمًا بأن طريق السلام لا يخلو من التضحيات، وأن العمل الدبلوماسي والإنساني كثيرًا ما يواجه تحديات تفوق التوقعات. ومع ذلك، تظل الرسالة الأبرز من القاهرة وشرم الشيخ هي أن الجهود من أجل السلام مستمرة رغم الأحزان، وأن دماء الأبرياء لن تُنسى في مسيرة البحث عن مستقبل أكثر أمنًا واستقرارًا للمنطقة بأسرها.