الكشف مخطط لقصف مؤتمر إعلان دولة فلسطين بالجزائر في ثمانينيات القرن الماضي

عربي ودولي

الكشف مخطط لقصف مؤتمر
الكشف مخطط لقصف مؤتمر إعلان دولة فلسطين بالجزائر

كشف الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون عن تفاصيل غير مسبوقة تتعلق بحدث تاريخي مفصلي، حين استضافت الجزائر في نوفمبر 1988 فعالية إعلان قيام دولة فلسطين.

وقال تبون، في كلمة ألقاها أمام كبار قادة الجيش الجزائري بمقر وزارة الدفاع الوطني وبثها التلفزيون الرسمي، إن هناك مخططًا لقصف قصر الأمم بالعاصمة الجزائرية خلال تلك المناسبة، مؤكدًا أن الجزائر واجهت “مخاطر جسيمة” في سبيل احتضانها للمجلس الوطني الفلسطيني التاسع، الذي أعلن خلاله الراحل ياسر عرفات قيام الدولة الفلسطينية.

تفاصيل محاولة القصف المجهولة

للمرة الأولى، تعلن الجزائر رسميًا عن مخطط استهداف قصر الأمم، الذي احتضن فعالية إعلان الدولة الفلسطينية. وأوضح تبون أن الأجهزة الأمنية والعسكرية كانت على علم بما كان يُحاك ضد البلاد في تلك الفترة، دون أن يذكر الجهة التي كانت تخطط للقصف.

وعلى مدى عقود، تداولت مصادر غير رسمية تقارير تفيد بأن إسرائيل كانت تنوي تنفيذ غارة جوية على الجزائر خلال الحدث التاريخي، في محاولة لعرقلة إعلان الدولة الفلسطينية. وتشير تلك التقارير إلى أن الجيش الجزائري نجح في إحباط المخطط عبر نشر منظومات دفاع جوي ورادارات متطورة، بالإضافة إلى مقاتلات اعتراضية وضعتها القوات الجوية على أهبة الاستعداد على أطراف المجال الجوي الجزائري.

الجزائر تدفع الثمن دفاعًا عن فلسطين

أكد الرئيس تبون أن بلاده لم تتراجع أمام تلك التهديدات، بل أصرت على المضي قدمًا في دعم القضية الفلسطينية، رغم “الخطر المحدق”. وقال: “هنا في الجزائر، تم إعلان قيام الدولة الفلسطينية رغم ما كان يُحاك ضدنا… ضميرنا كان وما زال مع فلسطين”.
وأضاف أن الجزائر أدت واجبها الأخلاقي والإنساني “من منطلق الضمير ونصرة الحق”، مشيرًا إلى أن بلاده استضافت القيادة الفلسطينية وعلى رأسها ياسر عرفات منذ عام 1982، حين اشتدت الضغوط على المقاومة الفلسطينية بعد الاجتياح الإسرائيلي للبنان.

موقف جزائري ثابت رغم التغيرات الدولية

شدد تبون على أن موقف الجزائر من فلسطين لم يتغير ولن يتغير، حتى مع وجود علاقات صداقة مع دول تنتهج سياسات مغايرة. وأكد أن “الجزائر لم تساوم ولم تهادن في دفاعها عن الحق الفلسطيني، لأنها تعتبر دعم فلسطين واجبًا وطنيًا وتاريخيًا”.
كما وصف تبون الحرب الإسرائيلية على غزة بأنها “إبادة جماعية غير مسبوقة في التاريخ الحديث”، مندّدًا بصمت المجتمع الدولي. وقال إن الحل الوحيد للصراع يبقى في إقامة دولة فلسطين المستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشريف.

يُعدّ إعلان قيام دولة فلسطين في الجزائر عام 1988 واحدًا من أبرز المحطات في التاريخ العربي الحديث، إذ مثّل لحظة اعتراف رسمي وشعبي بحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره.