أجواء ماساوية تُخيم على "قمة شرم الشيخ للسلام" بعد وفاة ثلاثة دبلوماسيين قطريين في حادث سير مروع

تقارير وحوارات

أجواء ماساوية تُخيم
أجواء ماساوية تُخيم على "قمة شرم الشيخ للسلام"

بينما تتجهز مصر لاستقبال حدث عالمي ضخم وهو انطلاق قمة شرم الشيخ للسلام التي ينتظرها العالم بشغف، خيّم الحزن على المدينة الساحلية المصرية عقب حادث سير مأساوي أودى بحياة ثلاثة دبلوماسيين قطريين وأصاب ثلاثة آخرين من أعضاء الوفد المرافق لرئيس الوزراء القطري، الذين كانوا في طريقهم للمشاركة في القمة المقررة الاثنين 13 أكتوبر 2025. هذا الحادث المفجع ألقى بظلاله الثقيلة على أجواء القمة التي كانت تستعد لاستقبال أكثر من 20 قائدًا وزعيمًا عالميًا، من بينهم الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والرئيس الأميركي دونالد ترامب، في حدث يُنتظر أن يشهد الإعلان عن اتفاق لإنهاء الحرب الإسرائيلية على غزة.

تفاصيل حادث شرم الشيخ

وفقًا لما أعلنه الإعلامي عمرو أديب خلال برنامجه الحكاية، فإن الحادث وقع في الساعات الأولى من صباح الأحد، على بعد نحو 50 كيلومترًا من مدينة شرم الشيخ في طريق جنوب سيناء، نتيجة تصادم مروري بين سيارة الوفد القطري وسيارة أخرى. وأوضح أديب أن الحادث أدى إلى تحطم السيارة الدبلوماسية بشكل كامل، ما تسبب في وفاة ثلاثة من أعضاء الوفد على الفور، فيما نُقل ثلاثة آخرون إلى مستشفى شرم الشيخ الدولي وهم في حالة حرجة لتلقي العلاج. وأضاف أن قوات الأمن هرعت إلى موقع الحادث، وتم تأمين المكان ورفع السيارة المنكوبة، فيما باشرت النيابة والجهات المختصة التحقيق في أسباب الحادث لتحديد ملابساته بدقة.

وأفادت مصادر قطرية أن المتوفين هم عبدالله بن غانم الخيارين، حسن الجابر، وسعود بن ثامر آل ثاني، وجميعهم من أعضاء الوفد الدبلوماسي القطري المكلف بالمشاركة في مفاوضات السلام. وقد عمّ الحزن أوساط الدبلوماسية القطرية عقب انتشار الخبر، حيث عبّر مسؤولون وشخصيات قطرية بارزة عن حزنهم العميق عبر منصات التواصل الاجتماعي، داعين بالرحمة للضحايا وبالشفاء العاجل للمصابين.

الحادث وقع بالقرب من قاعة المؤتمرات المخصصة للقمة، موضحة أن الوفد القطري كان يسير ضمن الموكب الرسمي المرافق لرئيس الوزراء، وأن الحادث تسبب في حالة استنفار أمني وطبي داخل المدينة. كما ذكرت صحيفة العربي الجديد أن السيارة المنكوبة كانت تقل أعضاء الوفد الذين كانوا متجهين لحضور الجلسة التحضيرية الخاصة بإعلان وقف الحرب في غزة، مشيرة إلى أن الحادث وقع في منطقة جبلية تشهد عادةً انخفاضًا في الرؤية خلال ساعات الليل.

معلومات متداولة

وفي أول تعليق رسمي مصري، أعرب مصدر مسؤول في وزارة الخارجية المصرية عن خالص التعازي إلى دولة قطر، قيادةً وحكومةً وشعبًا، في هذا المصاب الجلل. وقال المصدر في تصريحات لموقع القاهرة 24 إن السلطات المصرية تتابع عن كثب الحالة الصحية للمصابين، الذين يتلقون الرعاية في وحدة العناية المركزة بمستشفى شرم الشيخ الدولي، مؤكدًا أن مصر "تتضامن بالكامل مع دولة قطر في هذه اللحظات الأليمة". وأضاف أن الجهات المعنية فتحت تحقيقًا فوريًا لمعرفة أسباب الحادث، وسط تعاون وثيق بين الجانبين المصري والقطري.

ألم عربي واحد

وفي قطر، سادت حالة من الحزن العميق داخل وزارة الخارجية، حيث تم إعلان الحداد الرسمي ليوم واحد تكريمًا للضحايا، فيما بعث أمير دولة قطر ببرقية عزاء إلى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، شكر فيها السلطات المصرية على سرعة استجابتها وتعاونها الكامل مع الجانب القطري في إدارة الأزمة.

الشارع المصري بدوره عبّر عن تضامنه الإنساني والأخوي مع الشعب القطري، حيث امتلأت منصات التواصل برسائل العزاء والمواساة، مؤكدين أن الحادث المأساوي لا يقلل من أهمية القمة التي تحمل على عاتقها آمال إنهاء الصراع في غزة، بل يضيف إليها بُعدًا إنسانيًا مؤلمًا يوحّد مشاعر الشعوب العربية.

ويأتي هذا الحادث في وقت دقيق للغاية، إذ تُعقد قمة شرم الشيخ وسط تفاؤل دولي بإمكانية التوصل إلى اتفاق تاريخي لوقف الحرب الإسرائيلية على غزة بعد عامين من الصراع، ووسط حضور دولي رفيع المستوى يشمل الولايات المتحدة، روسيا، الصين، والاتحاد الأوروبي، إلى جانب قادة من الشرق الأوسط. غير أن المأساة الإنسانية التي وقعت في طريق الوفد القطري خيّمت على المشهد السياسي، ودفعت العديد من القادة إلى التعبير عن تضامنهم مع قطر فور وصولهم إلى شرم الشيخ.

وهكذا، امتزجت أجواء القمة المنتظرة بين الأمل والحزن؛ أملٌ في أن تحمل الاجتماعات المرتقبة بشائر سلام طال انتظاره، وحزنٌ عميق على الأرواح التي رحلت في طريقها إلى المشاركة في صناعة هذا السلام. لتصبح حادثة شرم الشيخ رسالة مؤلمة عن هشاشة الحياة، حتى في لحظات السعي لتحقيق السلام، وتذكيرًا بأن طريق الدبلوماسية محفوف بالتضحيات والدموع مثلما هو مكلل بالآمال والطموحات.