بين التهديدات والحقيقة: ماذا قال قائد جيش الاحتلال بشأن غزة إذا رفضت حماس توقيع اتفاق ترامب

في الأيام الأخيرة، ترددت تصريحات حادة في الأوساط الأمنية والسياسية الصهيونية تحذّر من أن مدينة غزة ستشهد تصعيدًا هائلًا إذا لم تُلبِّ حركة حماس شروط "اتفاق ترامب". هذه التصريحات، إن كانت صادقة في النوايا، توفر نافذة لفهم ما قد ينتظر سكان غزة إذا استمر الرفض أو المماطلة.
ما المقصود باتفاق ترامب؟
الاتفاق الذي طرحه الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب يتضمن عشرين نقطة تهدف إلى وقف إطلاق النار، وإطلاق سراح الرهائن، وانسحاب جزئي للقوات الإسرائيلية، وتشكيل حكومة مؤقتة تكنوقراطية لإدارة القطاع، مع استبعاد حماس من الأدوار الأمنية والسلطوية.
ترامب أعطى حماس مهلة محدودة لقبول الاتفاق، مهددًا بأنها "ستدفع ثمنًا باهظًا" إذا رفضت.
التصريحات الإسرائيلية: تحذير من "التدمير في غزة"
وزير الدفاع الإسرائيلي، إسرائيل كاتز، صرح بأن مدينة غزة قد تُدمّر إن رفضت حماس الالتزام بالاتفاق، مشيرًا إلى أن المدينة ستتعرض لضربات شديدة تضع أحياءها تحت الحصار المكثف أو القصف المكثف، كما حدث في رفح أو بيت حانون.
في تصريح سابق، قال كاتز:
«غزة تحترق … ولا نتراجع حتى نُفرِج جميع الرهائن ونحقّق أهدافنا ضد البنية العسكرية لحماس.»
هذه التصريحات تعبّر عن الرغبة في استخدام القوة القصوى داخل غزة المدينة إذا لم تُقدِم الحركة على التوقيع أو التخلي عن بعض صلاحياتها المناطة بها في الاتفاق.
ماذا قد يحدث في غزة المدينة؟
بعض النتائج المحتملة التي يمكن أن تترتب على رفض حماس:
قصف مكثف واشتباكات برية أوسع نطاقًا
من المرجّح أن تتحوّل العملية إلى اجتياح كامل لعمق المدينة، مع توغّل في الأحياء السكنية، واستهداف البنى التحتية العسكرية في وسط المدينة.
حصار مشدّد وانتقال النزوح إلى الجنوب
قد تُغلق الطرق الداخلية والبوابات، مما يدفع سكان المدينة إلى الهروب نحو الجنوب أو الأحياء الأقل قصفًا، وهو ما يحدث فعلًا في بعض المناطق مع التصعيد الأخير.
ارتفاع عدد الضحايا المدنيين
مع التحذيرات الراهنة من أن غزة المدينة ستكون ميدان معركة مفتوحة، تتصاعد المخاوف من سقوط أعداد كبيرة من المدنيين، خاصة في الأحياء المكتظة.
تدمير البنية التحتية بالكامل
قد تراوح الضربات بين تكسير الشبكات الكهربائية، وإيقاف محطات المياه، وتدمير المستشفيات، ما قد يجعل المدينة غير صالحة للسكن لفترة طويلة.
ضغط دولي متزايد
مثل هذه الحملة في قلب المدينة قد تثير ردود فعل دولية حادة، مع اتهامات بانتهاك القانون الدولي الإنساني، ومطالب بوقف العمليات فورًا.
أمل في استمرار الهدنة
منذ إعلان المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار، تسود أجواء من الأمل الحذر في أحياء غزة.
يقول سكان محليون إنهم يريدون ببساطة أن تستمر الهدنة، وأن تُترجم إلى سلامٍ فعليّ يوقف دوامة القصف والدمار.
"نريد أن يعيش أطفالنا بسلام، لا نريد العودة إلى التهديدات"، تقول أمّ من حي الشجاعية وهي تراقب سيارات الإسعاف التي أصبحت أقلّ ظهورًا في الأيام الأخيرة.
هذا المزاج الشعبي يعكس رغبة جماعية حقيقية في أن تصمد الهدنة، وألا تكون استراحة قصيرة قبل جولة جديدة من الحرب.
تصريحات قائد الجيش الإسرائيلي وتحذيراته المعلنة تضع غزة على خط الانتظار: إمّا التوقيع على الاتفاق وإنقاذ ما يمكن إنقاذه، أو مواجهة حرب جديدة تُهدد ما تبقّى من المدينة.
لكن وسط هذه التهديدات، يعيش أهل غزة لحظة أمل نادرة يتمنّون أن تدوم الهدنة هذه المرة، وأن تنجح في كسر دائرة العنف الطويلة التي أثقلت كاهلهم لسنوات.